+ A
A -
فَمُكَ يُناديني، لكنكَ لا تَعنيني. سمعتُ منك، وسمعتُ، لكنني أسقَطْتُك مع آخِر كلمةٍ سقَطَتْ من فمكَ وسقطَتْ بالْمِثل من حسابات أُذني.
أَغلقْتُ نافذتَك، وأمامي باب يَكفيني لأتأَمَّلَ سماءً تَكفيني.. سماء يَزرعني مطرُها من جديد، ليس لِيَصلبَني غُرورُها على جدران سنابل فارغة، إنما لِيَطيبَ للآخرين كم نضجتُ، وها أنا أَتواضع بحكمة السنابل الممتلئة لأُشْهِدَكَ على الواقعة وأُعَلِّمَكَ الدرسَ.
مَن قال إنك هوائي، وهذه سماء الله الواسعة لي ولَكَ ولسِواكَ أنتَ الذي لا تُفكر في سواكَ إذا سَلَّمْتُ بأنك تُفكر حقيقةً، فأول ما فكَّرْتَ فيه هو أن تَسلبَني الهواءَ؟!
اشتريتُكَ بوفائي، لكنكَ بِعتَني، بغباءِ خيانتكَ، وأنت تَتآمَر مَعَ شيطانِكَ، لِتُقَيِّدَ حريةَ تنفسي لهواء ليس لَكَ، على أرض لن تكون لك، في زمن أرى كَمْ تتضاءل فيه أنتَ..
مَرَاياكَ كاذبة، مَراياكَ تُضْمِرُ قُبْحَكَ وتَرسم لك حدودا أَوْسَع من حجمك الحقيقي، لكنك كالعادة مازلتَ تُنصتُ إلى صوت شيطانكَ الذي يُزَيِّنُ لك الأمورَ..
لا أُصَدِّقُ كَمْ كنْتُ أعمى البصيرة، ولا كَمْ كنتُ فاقدَ المنطق، حين أوهمتُ نفسي بأنك تَستحق أن أراكَ بعين الاحترام، ونَسِيتُ أنه زمن اللِّئام الذي مِن الصعب أن ألجمَ فيه لسانَ إحساسي بمن هو ليس جَديرا بوردة احترامي..
الاحترام كالوَرد، مِن السهل أن يُورِق ويَتفتح ويَندى عطرا، لكن من السهل أيضا أن يَذبلَ وتَذهب ريح شذاه إن لم يَلِقْ به أن نَطْرَحَهُ أرضا ونَدوسه بالأحذية..
وحدها المواقف الصعبة تُشَكِّل المحَكّ لاختبار مَن يستحق أن نَثِقَ به ونَحترمه ونُحافظ على علاقتنا به. وسواء أكانت هذه العلاقة عميقة أم سطحية فإن الاحترام واحد، إما أنه يَحضر، وإما أنه يَغيبُ كليا..
الاحترام مثل الثقة، إذا غابَ لن تُشرِقَ له شمس مجددا..
أكثر مَن يُحيطون بنا ويملأ الواحدُ منهم المكانَ والزمنَ بالضوضاء هُم أولئك الذين لم نُعْطِ أنفسَنا فُرْصَةً لتقييمهم وتحديد ثمنهم في عيوننا. لكن أكثر ما يُؤلمنا هو أن نَعرِفَ بعد فوات الأوان أننا يَجدر بنا أن نُجَرِّدَهُم من قميص الاحترام الذي سَبَقَ أن أَلْبَسْناهم إياه.
في أوقات الشِّدَّة التي تَنصب خيمتَها تحت ليل الْمِحَن يَمتحننا الزَّمَن، فنَعرف الصديقَ من العدو، ونُصَدِّق أن الغربالَ المغشوش الذي سَمَّيْنَاه الحُبَّ لا يَحتفظ بشيء من أولئك الذين كُنَّا نُراهن عليهم ونَتسابق لنَبْنِي من أجلهم صَرْحَ الْمَجْد ونَمدّ بيننا وبينهم جِسْرَ الاحترام..
أووه.. آسِف لأنني احترمتُكَ كُلّ الوقت الذي مَضَى!
نَافِذَةُ الرُّوح:
«الحُلم في غير أوانِه شجرةٌ لا تُثْمِرُ».
«الحُبّ منديل ناعِم يَقوى على مسح الدموع».
«دَعْ طيورَ قلبكَ تُحلِّقُ مع بِداية سُقوط مَطر الحُبّ، فأَجْمَل ألوان قوس قُزَح لم تَرَها بعد».
«يَحْلوُ التَّطَرُّفُ ويَزْهُو كلما تَعَلَّقَ الأمرُ بالتطرف في الحُبّ».
«بين الفينة والأخرى قُمْ بحملة تنظيف لتتخلص من الذكريات البائسة، واحتفِظْ لِلأحبَّة بأجمل اللحظات لِيُزْهِرَ الحُبُّ أكثر فأكثر».
«كُنْ وردةً وابتسِمْ بِفَوْح رحيق قلبِكَ لِتَحُطّ فراشةُ السعادة على كَتِفِكَ».
«اِجْعَلْ من الحُبّ في قلبكَ ثروةً باطنية تُثَمِّنُكَ».
بقلم:د. سعاد دَرير
copy short url   نسخ
31/08/2017
3687