+ A
A -
في عام 1843 افتتح المفكر والفيسلوف «رالف والدو أيمرسون» مقالته الاسبوعية بهذه الكلمات «إن فقدت ثقتي بنفسي أكون قد قلبت الكون ضدي»، وقلما يمر يوم دون أن تسمع غريبا أو قريبا يشكو من سوء الحظ والعثرات التي تعوق تقدمه وتُنغص عليه حياته، لم اكمل دراستي لأنني اضطررت للعمل، لم أنل الترقية التي استحقها لأن مديري يضطهدني، لا اجرؤ على انهاء حياة زوجية تعيسة بسبب النفقات الاضافية التي سيتوجب علي دفعها، ليس بمقدوري السفر لأنني لا املك المال الكافي لذلك.. كل هذه الاعذار لا تدل على تحمل المسؤولية بل على التملص منها، انت لا تستطيع ان تنجز عملا مميزا ما لم تحب عملك، لا تستطيع ان تسعد اطفالك اذا كنت تعيسا، لن تقوم بأية خطوة ايجابية طالما انت مستسلم لليأس والسلبية، ولن يثق فيك أحد إذا كنت غير واثق من نفسك، وليس هناك اية متعة في جمع المال ان لم تستمتع بإنفاقه على نفسك وعلى من تحب في حدود المعقول، والملاحظة الساخرة التي ادلى بها «اوسكار وايلد» منذ ما يزيد عن مائة سنة صادمة وصادقة: «ثمة طبقة واحدة في المجتمع تفكر في المال أكثر من الاغنياء، إنها طبقة الفقراء، فالفقراء لا يستطيعون التفكير في أي شيء آخر» والطبقتان برأيي متساويتان في الفقر اذا كان تفكيرهما محصورا فقط في المال، لذا دع كلمات المعلم الروحي «وين داير تلهمك كما ألهمتني» انت تعيش في عالم يعم بالخير، هذا الخير الذي يمكنك بسهولة أن تحظى به، وفي أي وقت تثبط فيه عزيمتك بالافكار السابقة، فأنت بذلك تقدم عذرا للتراجع خطوات للوراء، أما اذا قررت عوضا عن ذلك أن تجلب ادراكا بالرخاء والوفرة إلى وعيك.. فسوف تغير افكارك من لا استطيع إلى أستطيع، من لا أملك إلى أملك الكثير.. شجع نفسك بأن تدرك أنك قادر على خلق مساحة داخلك مليئة بالسكينة والبهجة، وجزيرة داخلية من السعادة لا علاقة لها بالمال، تمرس على إبداء الامتنان لاساسيات الحياة، والتي من حقك الاستمتاع بها مجانا، والتي تشمل الهواء والماء والنار والشمس والقمر، والارض التي تسير عليها، النبض المنتظم لقلبك، دخول وخروج الهواء من رئتيك، هضمك للطعام، عينك التي تنظر بها للعالم من حولك، اذنك التي تسمع بها صوت الطبيعة والموسيقى والحياة، كن ممتنا لكل ما تملكه بشكل طبيعي، ممتلئا بهذا الاحساس بالامتنان وبعد ذلك قيم الاشياء الاخرى التي تطمح في نيلها، والتي تعتقد انها ستجلب لك السعادة.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
30/08/2017
1701