+ A
A -
نعلم جميعا أن أصل العرب العاربة من نسل قحطان هم من اليمن، وبعد انهيار سد مأرب، رحلوا وتشتتوا وتوزعوا، فحلّ بنو جرهم منهم في مكة واستأجروا بئر زمزم من أمنا هاجر، وصاهروا سيدنا إسماعيل، جد العرب المستعربة، وتمضي السنون ويزدهر اليمن من جديد، فيما الارض في الحجاز حيث أقامت قريش باتت جرداء حتى وصل الحال إلى الموت جوعا إلى ان جاءت البشارة بأن يسر الله لأهل قريش رحلة «ميرة» إلى اليمن وأخرى إلى الشام، وهي التي نزل بها آية من السماء «لإِيلاَف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف» واليمنيون هم من نشر الإسلام في شرق آسيا، وحتى اليوم هناك ما يقارب 5 ملايين إندونيسي من أصول يمنية تحديدا من حضرموت وأعداد أقل في ماليزيا وسنغافورة وجنوب الفلبين حيث ارتحلوا عبر عصور مختلفة لمزاولة التجارة، وتعود أقدم الوثائق التي تشير إلى الحضارم في جنوب شرق آسيا إلى القرن التاسع الميلادي وأسسوا عدة سلطنات في أندونيسيا مثل سلطنة بونتياناك عام1771 وسلطنة سولك في جنوب الفلبين ولعبوا دورا قياديا في تاريخ جنوب شرق آسيا الاقتصادي وعلاقتهم بدول المحيط الهندي قديمة وتعود إلى أيام مملكة حضرموت، فالوثائق والنصوص القديمة تشير إلى علاقات تجارية بالهند إلى عصور تعود قبل الميلاد. وأهل الشام الذين رحلوا إلى اوروبا وأقاموا دولة أندلس واستمرت اكثر من 700 سنة وكانت هي رحلة ميرة الصيف لأهل الحجاز، هاتان الحضارتان للأسف تحرقان الآن بأيد عربية وبأيدي من ذكرهم الله في كتابه من كانوا يقومون برحلة الشتاء والصيف إلى اليمن وسوريا، وأمرهم ان يشكروا الله بعبادته أن منّ عليهم بهاتين الرحلتين ولكن!
فاليمن يحترق وهناك 7 ملايين إنسان معرضون للموت جوعا، وهناك اكثر من مائة ألف مريض بالكوليرا بلا علاج، وسوريا تحرق وهناك اكثر من سبعة ملايين تم تهجيرهم، وبأيدي أحفاد من كانوا يأتون في رحلة الصيف للعودة بميرة إلى أهلهم.
الجامعة العربية تعطلت والأمة العربية نامت، فمن يحكم الجامعة ينعم بالرز ثمن حرق اليمن، من قبل دولتين جارتين كانت مؤونتهما من اليمن السعيد والشام البهيج، والحالة العربية تموج، والعين على تدمير الاوطان العربية واحدا تلو الآخر، وقد يأتي الدور على هذه الدول ان لم توقف هذه الجرائم الإنسانية في اليمن والشام.
نبضة أخيرة
أغمض عينيك وأجهض حملك فالمشهد مخيف!!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
30/08/2017
1824