+ A
A -

لماذا لا يعيش العالم بسلام؟ سؤال طرحه الطفل ابن الخمسة عشر ربيعا، وليم غاي كار المولود في لانكشاير البريطانية في الثاني من يونيو 1895 والذي قتل هو وجميع أفراد عائلته في 2 أكتوبر عام 1959. بعد أن وصل إلى حقيقة عدم صحة الادعاء الصهيوني أن فلسطين هي الوطن القومي لليهود، وهو من قدم بالوثائق أن الحاخامات اليهود هم سبب عدم عيش الإنسان بسلام على هذه الأرض، وقد وضع كتابه «أحجار على رقعة الشطرنج» بعد بحث بدأ العمل به عام 1911 مستهدفاً الوصول إلى كنه السر الخفي الذي منع الجنس البشري من أن يعيش بسلام وينعم بالخيرات الرغيدة التي منّها الله له. والمؤلف لم يستطع النفاذ إلى حقيقة هذا السر حتى عام 1950، حيث عرف أن الحروب والثورات التي تعصف بحياة الإنسان والفوضى التي تسيطر على عالمه ليست جميعاً- دونما أي سبب آخر- سوى نتائج مؤامرة شيطانية مستمرة. وهذه المؤامرة بدأت في ذلك الجزء من الكون الذي ندعوه «الفردوس» حين تحدى الشيطان الحق الإلهي في أن تكون كلمة الله هي العليا. وقد أخبرت الكتب المقدسة كيف انتقلت المؤامرة الشيطانية إلى عالمنا الأرضي. وكانت الحقائق والبديهيات التي عثر عليها المؤلف في كل أرجاء العالم متقطعة الحلقات لا يمكن تنسيقها. واستمر ذلك حتى وصل إلى الحقيقة مدركاً أن معركة الجنس البشري ليست مع مخلوقات عادية من لحم ودم، بل مع القوى الروحية والفكرية التي تعمل في الظلام وتسيطر على معظم هؤلاء الذين يشغلون المراكز العليا في العالم بأسره.
وهذا توضيح للمخطط الموضوع لتدمير البشرية والذي سماه المؤلف بالمؤامرة ليتابع القارئ عملية تطبيق هذا المخطط بنفسه في هذا الكتاب.
يقول الكاتب في عام 1784 وضعت مشيئة الله تحت حيازة الحكومة البافارية براهين قاطعة على وجود المؤامرة الشيطانية التي خطط لها ألا تتوقف في زمان أو مكان ويكشف الكاتب تفاصيل المؤامرة وتنفيذها يتم عن طريق تقسيم الشعوب، التي سماها الجوييم (لفظ بمعنى القطعان البشرية يطلقه اليهود على البشر من الأديان الأخرى) إلى معسكرات متنابذة تتصارع إلى الأبد حول عدد من المشاكل التي تتولد دونما توقف، اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية وغيرها. ويقتضي المخطط تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها، ثم يجري تدبير (حادث) في كل فترة يكون من شأنه أن تنقض هذه المعسكرات على بعضها البعض فتضعف نفسها محطمة الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية.
وفي عام 1776 نظم وايز هاوبت جماعة النورانيين لوضع المؤامرة موضع التنفيذ وكلمة النورانيين تعبير شيطاني يعني (حملة النور) ولجأ إلى الكذب مدعياً أن هدفه الوصول إلى حكومة عالمية واحدة تتكون من ذوي القدرات الفكرية الكبرى مما يتم البرهان على تفوقهم العقلي، واستطاع بذلك أن يضم إليه ما يقرب الألفين من الأتباع من بينهم أبرز المتفوقين في ميادين الفنون والآداب والعلوم والاقتصاد والصناعة، وأسس عندئذ محفل الشرق الأكبر ليكون مركز القيادة السري لرجال المخطط الجديد، وتقتضي خطة وايز هاوبت المنقحة من أتباعه النورانيين اتباع التعليمات الآتية لتنفيذ أهدافهم:
- استعمال الرشوة بالمال والجنس للوصول إلى السيطرة على الأشخاص الذين يشكلون المراكز الحساسة على مختلف المستويات في جميع الحكومات وفي مختلف مجالات النشاط الإنساني.
- العمل على الوصول إلى السيطرة على الصحافة وكل أجهزة الإعلام الأخرى. ومن ثم تعرض الأخبار والمعلومات على الجوييم بشكل يدخلهم إلى الاعتقاد بأن تكوين حكومة أممية هو الطريق الوحيد لحل مشاكل العالم المختلفة. ولما كانت فرنسا وإنجلترا أعظم قوتين في العالم في تلك الفترة، أي نهاية القرن الثامن عشر، أصدر وايز هاوبت أوامره إلى جماعة النورانيين لكي يثيروا الحروب الاستعمارية لأجل إنهاك بريطانيا وإمبراطوريتها، وينظموا ثورة كبرى لأجل إنهاك فرنسا.
كتاب مرعب وإن كان فيه من الخيال ما يجعلك تتوقف عن القراءة لكن ما جرى ويجري من مؤامرات شيطانية حتى ضد الأخوة يستدعي التوقف لإعادة النظر لمقاومة الشيطان الذي يحرك الأحجار كيفما شاء ووقتما شاء.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
26/08/2017
2662