+ A
A -
ثمة ضرورة لشطب الظاهرة الدحلانية من المشهد الفلسطيني المخترق والمستهدف، فالمدعو محمد دحلان الذي ينافس محمود عباس منذ سنين، ليس على خدمة الوطن، ولكن على طعنه وغدره وتلطيخه، شق طريقه بأسلوب »البارازيت«، اي الطفيلي المحترف والمتربح من التجارة بقضايا الشعوب، مستخدما الدهاليز المظلمة التي وفرتها له الامارات، عدا نشاطه الشرير في ليبيا واليمن والتعامل في تجارة الاسلحة المهربة واغتيال المقاومين الفلسطينيين، والتعاطي مع القاعدة وداعش في مجال السلاح والنفط.
يتصرف دحلان صاحب الأبراج الذي دربه الموساد وجهزه جيدا، كطائرة »درون« في افق ملتهب يحيط بالإقليم، وهدفه ان يخلف عباس الثمانيني كرئيس لسلطتي رام الله.
ثم إن دحلان، رغم قواعده القديمة في غزة المنتفعة من رشواته، مكروه شعبيا سواء في الضفة او القطاع، غير ان الاندفاع الى حبائله العنكبوتية جراء العوز المالي هو خطأ بشع.
ولعل تباشير شطبه من المعادلة قد اقتربت بعد ان تعرضت تفاهمات دحلان وسلطة السيسي لانتكاسات عطلت المؤامرة الى حد كبير. وبحسب مصادر حمساوية، فإن حركة المقاومة الاسلامية التي لم تتسخ يداها، حددت سقف التعامل معه، وأجرت مراجعة شاملة لما تم بحثه من تفاهمات مع القاهرة، والتبعات الكارثية لذلك، على الحركة خصوصا والوضع الفلسطيني عموما.
ولعل الجمود المفاجئ للعلاقة، يشي بصحوة حمساوية ينتظرها الشرفاء كي تحتفظ الحركة بطهرانية المقاومة، وتبقى في منأى عن أي فوائد كاذبة لا ينتفع بها إلا الطفيليون من امثال دحلان والرجوب ورموز التنسيق الأمني التآمري.
يعتقد على نطاق واسع ان حركة حماس اقتنعت بأن الكلفة السياسية والوطنية ستكون اكبر كثيرا من العروض المتاحة عبر الفتحاوي المنشق عن فلسطين. واذا كانت اسرائيل والامارات ودحلان معهما، مهتمين بتشويه سمعة حماس عبر إغوائها بأموال تنفق على المجتمع الفقير في غزة، فإن التهجم على الحركة يأخذ شكل عصا سحرية تتأسس على 15 مليون دولار شهريا، يقول رجال دحلان انه يحصل عليها من الامارات لانفاقها او بعضها، على الغزيين العاطلين عن العمل.
هذه المعلومات ذات المرمى الافعواني، لم تخلق الاندفاعة التي توقعها الدحلانيون. لذلك فأغلب الظن ان شهر عسل دحلان في غزة سيكون قصيرا، في غمرة إحجام مسؤولي حماس عن تبني تفاهمات تضليلية معه، مثل تعهده غير الموثوق، بزيادة التيار الكهربائي وتوفير المعونات الغذائية والطبية التي لا تفرج عنها سلطات السيسي إلا بالقطارة.
لقد بات واضحا ان حزمة التسهيلات التي وعدت الداخلية المصرية والامارات ودحلان بتوفيرها لأهل القطاع، ليست اكثر من التزامات تخديرية، منها فتح معبر رفح مع حلول العيد، حيث يشتكي مئات الغزيين من معاملة سيئة وسادية يلقونها من السلطات المصرية، كلما أرادوا دخول غزة او مغادرتها عبر رفح، المأساة المزمنة.
copy short url   نسخ
26/08/2017
1364