+ A
A -
قرأتُ البارحة قصة خرافية طريفة تقول:
كان الحمارُ مربوطاً بالشّجرة، فجاء الشيطان وفكّ له الحبل... فدخل الحمار حقل الجيران وأكل الأخضر واليابس... رأتْ زوجة الفلاح ما فعل الحمار بزرعهم، فأخذتْ بندقية زوجها وقتلت الحمار! سمع صاحب الحمار صوت إطلاق النار، فنظر من النافذة ورأى حماره غارقاً بدمه، فأخذ بندقيته وأطلق النار على زوجة الفلاح! وعندما رجع الفلاح رأى زوجته والحمار قتلى ففهم ما حدث، فأخذ بندقيته وقتل جاره صاحب الحمار!
بعد ذلك سُئل الشيطان: ما الذي فعلته؟
فقال: لا شيء سوى أني أطلقتُ الحمار!
لا يخفى على شريف علمكم أن الحمورية ليست حكراً على هذا المخلوق اللطيف ذي القوائم الأربع، وإنما هي صفة يحملها كثيرون ممن لهم ملامح بشريّة! وما دام هؤلاء مربوطين فإنّ الدّنيا بخير... ولكن متى فُكّت الحبال عن أعناقهم تسببوا في خراب الزرع، وهلاك الحرث والنسل! وكلّ من يفكُّ حماراً من قيده وهو يعلم أنه حمار فهو شيطان وعليه وزر ما يفعله هذا الطليق بحموريته!
الأزمات التي نشاهدها اليوم مستعرة بين دولنا العربية رأبَ الله صدع خلافاتها، ما كان لها لتكون بهذا الحجم من العدائية والنفور لو أنّ الحمير بقيت مربوطة في حظائرها! ولكن أُرخيَ لها العنان، فانطلقت بحوافرها تجوب أصقاع الأرض، نهيق على شكل تغريدة في تويتر، ونهيق على هيئة مقال في صحيفة، ونهيق على شكل فيديو في سنابشات! ثمّ إنّ مائة حكيم يعجزون عن إصلاح ما أفسده حمار واحد!
الحرية مسؤولية وليست تحرراً من المسؤولية! والإنسان يكون حراً بقدر ما يعي مسؤولياته وحقوقه وواجباته، ومنح الحرية لحمار كمنح مسدس لمجنون! فإذا أردتم أن تنتهي الأزمات فاربطوا حميركم يرحمكم الله!

بقلم : أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
24/08/2017
5425