+ A
A -
حتى أكثر السيناريوهات كآبة وسوداوية قبل 7 سنوات فقط لم تكن لتتنبأ بالانحدار الكارثي الذي وصلت إليه «أمة المجد التليد» على جميع المستويات، بل إن التقارير البحثية والدراسات الاستشرافية التي كانت تصدرها مراكز بحوث ودراسات غربية قبل سنوات لم تتنبأ أبداً بأن حال العرب سيصل إلى هذه الدرجة المزرية التي تبدو في تفاصيلها أقرب إلى السريالية.
اليوم بات بوسع جميع العرب تقدميين ورجعيين أن يصلوا إلى حد من التوافق على قاعدة عامة تقول إن هذه الأمة أثبتت عجزاً كارثياً عن التعلم من أخطائها وبأنه ليس ثمة أمل من أي نوع في أي تقدم يمكن تصوره في المستقبل المنظور حتى لا يكون الحديث عاماً ومطلقاً.
مجموعة كبيرة من الدول العربية خرجت بشكل شبه تام من تصنيف الدول.. فسوريا دولة تتنازعها كل دول الأرض، وليبيا باتت قبائل متناحرة وجنرالات بطموحات إمبراطورية بلا مستقبل، واليمن لا يبدو أن ثمة حلاً معقولاً لنكبته الكارثية، فيما تبدو فرص الفلسطينيين في الحصول على دولتهم أقل من أي وقت مضى.
وفيما انحدرت مصر إلى مستوى «شبه دولة» باعتراف جنرالها، ومجلس التعاون الخليجي بات اليوم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن تلقى عدة ضربات قاصمة، بعد نحو 4 أجيال من التعاون والتكامل وبات اليوم مركز اهتمام الإعلام الدولي بأسره بعد أن أصبح يواجه أزمة بالغة الخطورة انفجرت فجأة لأسباب غير منطقية وغير معقولة وغير صحيحة.
عندما كنا يافعين كنا نمني النفس بأن أبناءنا سيعيشون أوضاعاً افضل بكثير من الظروف التي عشناها تماما كما كان أباؤنا يعتقدون بأن جيلنا سيكون افضل من جيلهم، لنكتشف اليوم أن الفترة التي عاشها جيلنا افضل بكثير على جميع المستويات من الفترة التي يتوجب على الجيل القادم التعامل معها.
لا أحد يعلم كيف سيكون مستقبل هذه المنطقة خلال السنوات الخمس القادمة، فكل شيء ممكن وكل الاحتمالات قائمة ولا يوجد أي سيناريو بعيد عن التحقق في ظل سياسات شديدة الغرابة يميزها قتل أي حلم للتكامل والرغبة في تحقيق نفوذ قد يكون من العسير التعامل معه عملياً، والقناعة بأن الوصول إلى الأهداف المرجوة لا يمكن أن يتم عبر طعن الشقيق في ظهره والإساءة لسمعته عبر نشر الإشاعات واختلاق الأكاذيب.
لا أحد بوسعه التنبؤ بما سيحدث في المستقبل، ولكن المؤكد أننا لم نصل إلى الدرك الأسفل من الهاوية بعد!

بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
23/08/2017
3349