+ A
A -
قرار المملكة العربية السعودية حصر نقل الحجاج القطريين على الخطوط السعودية فقط، هو قرار لا يثير الاستغراب فقط، وإنما يخالف دعوة التيسير- لا التعسير- التي دعا إليها ديننا الإسلامي العظيم.. والتيسير لئن كان ضروريا في كل مايتصل بالدين، فإنه يصبح أكثر ضرورة لضيوف الرحمن، الذين يسعون إلى البيت الحرام من كل فج عميق.
القرار،ايضا، يخالف كما قال مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية- الاستاذ السفير أحمد بن سعيد الرميحي- ماهو متعارف عليه.. وماهو متعارف عليه ان تتكفل وسائل النقل الوطنية-في أي دولة- بنقل حجاجها برا أو بحرا أو جوا.. وهذا بالطبع لا يعني عدم احترام خياراتهم الأخرى في اختيار أي وسيلة أخرى برية أو بحرية أو جوية، ذلك لأنه في احترام تلك الخيارات تيسير، وتوسعة.. ولفت الرميحي إلى أن حصر السعودية عملية نقل الحجاج القطريين على ناقلها الوطني، يعتبر سابقة، ذلك لأنه لم يسبق ان اشترطت السعودية مثل ذلك، مع أي دولة أخرى تقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما.
القرار، من هنا، يعتبر بكل المقاييس تعسيرا.. ولا يمكن فهمه على الإطلاق، إلا في إطار التفاف السعودية على قرارها بفتح منافذها لحجاج قطر.. ولا يمكن فهمه- في الأساس- إلا في إطار تسييسها للحج، على خلفية الأزمة الحالية.. وتسييس الحج- كما اعلنت قطر مرارا مرفوض رفضا تاما ذلك باختصار لأن الحج، شعيرة دينية، لا يفترض إطلاقا ان تخضع لأي حسابات سياسية، كما ان تسهيل اداء هذه الشعيرة، لضيوف الرحمن هو من أوجب واجبات المملكة العربية السعودية، إزاء كافة المسلمين الذين يشدون الرحال إلى الأراضي المقدسة، من مختلف انحاء العالم.
ماهو مطلوب إذن من السعودية التراجع عن هذا الإشتراط المُعسر، والمرفوض.. بل أن المطلوب في الأساس هو رفع الحصار الظالم، غير المقبول قانونيا، واخلاقيا.. الحصار الذي جاء في إطار مؤامرة من الكذب والإفتراءات المفضوحة، والغيرة على ماحققته قطر من قفزات على كافة الأصعدة، ومن حضور فاعل على الساحتين الإقليمية والدولية.
copy short url   نسخ
22/08/2017
713