+ A
A -
أمس، وأمام الملايين من جماهير الجزيرة، بكى جاسم النبهان وجمهور الجزيرة يختار زميلا دربه عبدالحسين عبد الرضا محمد عوض، شخصية الأسبوع متفوقا على سياسيين واجتماعيين، وتهدج صوت الرجل وهو يتحدث عن فنان ملأ الإذاعات والشاشات بمسلسلاته ومسرحياته تأليفا وتمثيلا، راسما البسمة على كل من يشاهده أو يسمعه، بعفويته وسلاسة طرحه وشخصيته الجميلة.
كنت أعددت مقالا لنشرة صبيحة مواراته الثرى، لكن دسائس دول الحصار على الجار كانت تعيدني إلى المسار، فالسكوت عن أكاذيبها وافتراءاتها لأي صحفي هو خيانة للكلمة.
وأمس وجدت قلمي يعيدني إلى الكويت وليالي الشتاء الدافئة، أجلس مع عبدالوهاب سليمان البدر، زوج شقيقتي، وأسرته نتابع درب الزلق ونرى ما يفعله حسين عاقول مع خاله «قحطة» علي المفيدي وخالد النفيسي الذي عينه على أم حسين عاقول عبد العزيز النمش، طالبا ودها، وتكاد ضحكاتنا تصل إلى الجيران الذين أيضا كانت ضحكاتهم تتناهى إلى أسماعنا، وكل عمل كان يقدمه حسين عبدالرضا محمد عوض كان إبداعا، يشد أي جمهور من المحيط إلى الخليج.
في العام 1990 أثناء الغزو العراقي أصر على البقاء في الكويت يقيم في شقة بمنطقة سلوى بعيدا عن بيته الذي كانت المخابرات العراقية تزوره بين يوم وآخر تسأل عنه فيما تقول أسرته إنه سافر، وحين خرج إلى الشارع متخفيا تعرف عليه جنود عراقيون، وفوجئ بأنهم يحترمونه ويحبون أعماله وأنهم تابعوا درب الزلق، ويسألونه عن سبب عدم التمثيل وكان يرد بقفشات غاضبة لكنها كانت تضحك الجنود، فيتركونه.
حسين عبدالرضا بن محمد عوض المولود في دروازة عبدالرازق وفي حي العوازم لأب بحار، هو وطني عربي حتى النخاع، فقد تطوع للمشاركة في حرب 1956 بين مصر عبدالناصر والعدوان الثلاثي، وكان صادقا صدوقا وبرأت شهادته زميله العراقي مبيريج من تهمة التعاون مع الجيش العراقي فنجا من عقوبة الإعدام.
عبد الحسين عبد الرضا كان وزارة إعلام متنقلة كما وصفه النائب فيصل الدويسان، فالرجل بدأ حياته الفنية منذ عام 1960، ولامست أعماله الحالة العربية سياسيا واجتماعيا، وكتب شهادة وفاة العرب قبل وفاتهم بخمسين عاما محذرا من استمرار التخاذل في التعامل مع قضايا العرب الكبرى.
مات لكن أعماله الفنية ستخلد الرجل ما دام هناك وفاء للإنسان، وقد أسست له الجزيرة بترشيح الرجل شخصية الأسبوع.
رحمك الله أبا عدنان، رحلت والخليج يعصف بلحمته الاجتماعية بعد هذا الحصار الذي فرضه الأهل في دول خليجية ثلاث على دولة أنت أحببتها وشاركت أبطالها مسرحياتك ومسلسلاتهم التي جسدت وحدة الخليج لهجة وعادات وتقاليد، نحتاج عبدالرضا عوض ليقول لا يا خال «قحطة» في الإمارات، قطر ما تستأهل إلا كل الخير.
نبضة أخيرة
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
21/08/2017
1643