+ A
A -
في مثل الازمات التي تتصاعد وتيرتها إلى حد التلويح بوقوع الحرب بين الطرفين المتشاحنين، لا تلقي بال كثيرا لما يقوله السياسيون بل إلى ما يقوله العسكريون، ولهذا كان مما يبعث على الاطمئنان ان يستبعد وزير الدفاع الأميركي وقوع حرب بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية، مرجحا البحث عن حل سياسي، بعكس الرئيس ترامب، ومع ذلك كانت هناك مخاوف من ان تكون تصريحات وزير الدفاع الأميركي مجرد مناورة لطمس موعد نقطة الصفر لاندلاع هذه الحرب التي ستكون خطيرة جدا، كون طرفاها نوويان، ولان دائرتها يمكن ان تتسع لتشمل اطرافا اخرى، ولان الولايات المتحدة في خوضها هذه الحرب سيكون بمنطق: «أضرب المربوط..يخاف السايب»، وايضا بمنطق تأكيد هيبة أميركا العظمى كما يرنو اليها رئيسها الحالي .
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون خفض حدة التوتر بين واشنطن وبلاده بإعلانه انه جمّد تنفيذ خطة اطلاق الصواريخ باتجاه المياه القريبة من غوام، الا انه حذر من انه سيقدم على هذه الخطوة الاستفزازية ردا على أي عمل متهور جديد لواشنطن.
غير ان عودة التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ يظل رهنا بسلوك «الشمالية» التي قد تعود إلى تجاربها الصاروخية، اذ أن تصاعد التوتر في المنطقة منذ اجراء بيونغ يانغ تجربتي اطلاق صاروخين بالستيين عابرين للقارات الشهر الماضي، اعلنت انهما تضعان اراضي الولايات المتحدة في مرمى نيرانها يمكن ان يتجدد، اذ يمكن لـ (الشمالية) ان تستأنف تجاربها الصاروخية الخطيرة من دون ان تقرن ذلك باطلاق التهديد والوعيد لأميركا ثانية ويعني ذلك ان الخطر الكوري الشمالي بالنسبة لواشنطن يتعذر لجمه بالسياسة، ويصعب تصور ان السياسيين في البلدين يمكنهما ان يجلسا متقابلين على مائدة تفاوضية واحدة، فهل يجعل ذلك الحرب مجرد قرار مؤجل، كون كل ظروفه ومقتضياته لم تكتمل بعد .

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
21/08/2017
1596