+ A
A -
قطر دولة إسلامية خليجية عربية لها الريادة في ميادين كثيرة منها السياسية في رأب الصدع بين الأشقاء ونبذ الخلافات بين الحكومات والمعارضين لها، وفي الميادين الإنسانية والخيرية، لقد كانت قطر طرفاً فاعلاً ومؤثراً في كامل الوطن العربي والإسلامي ويلجأ إليها ويستعان بها في مجمل قضايا الخلاف العربية بما تمتلكه من قدرات وطاقات وإمكانات ومؤهلات ميدانية في حل مثل هذه الخلافات التي تظهر بين الحين والآخر، لقد كانت قطر تستمع للجميع، وتحتضن الجميع، لأن القيادة القطرية تتبنى سياسة ذات أفق واسع وبعد نظر، وتنظر إلى القضايا بمنظار بعيد وليس في حدود ضيقة! لقد كشفت الأزمة على قطر والعدوان على قطر وإغلاق الحدود بينها وبين جاراتها وشقيقاتها عن عجز واضح وكبير في العقل والنموذج العربي والإسلامي! لقد حوصرت قطر من قبل جاراتها وتعرض شعبها للأذى! وشوهت سمعة قطر عند شذاذ الآفاق- الذين لا وطن لهم- الغرباء والمخترقين الخليج، وكل ذلك حدث وما زال يحدث في غياب الصمت العربي والإسلامي الغريب والعجيب الذي يفشل!! مواقف مترددة! أو خائرة! أو ضعيفة! لم نسمع عن وساطات مؤثرة عربية أو إسلامية باستثناء الوساطة الكويتية المقدرة عندنا، إن الصمت الإسلامي مخزٍ! إن صمت علماء المسلمين ممثلة في رابطة العالم الإسلامي وغيرها يثير الكثير من علامات الاستفهام والاستنكار!! إن صمتهم أو مواقفهم غير الموضوعية منح المستبدين الفرصة للتمادي وخلق مأساة حقيقية للإقليم الخليجي وسكانه وأهله! إن سلطة الجهل والاستبداد والعقلية المتخلفة والأنانية سادت في ظل صمت علماء الدين والمؤسسة الدينية في دول الحصار! والأسوأ أننا صرنا نسمع الكذب والتلويحات والتصريحات والتهديدات وقلة الأدب وكلاما له أول ما له آخر! فهل يدرك علماء الدين والجماعات الإسلامية والأحزاب الإسلامية عمق المأساة في إقليم الخليج أو أن الإقليم لا يهمهم! وقطر ليست في سلم أولوياتهم! وكأن قطر ليست دولة عربية إسلامية! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
19/08/2017
1693