+ A
A -
قال الله سبحانه وتعالى في أول بيت وضع للناس «فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ? وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ? وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ? وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ».
فالحمد لله، فقد تقدم في قطر أكثر من أحد عشر ألفا بطلب لتأدية الفريضة لكن الكوتة التي حددتها المملكة العربية السعودية هي فقط 1200 حاج، على أساس نسبة وتناسب مع عدد السكان ولم تراع ازدياد عدد السكان في قطر الذي يرتفع سنويا ووصل إلى حوالي الثلاثة ملايين نسمة.
والذين لم تقبل طلباتهم، هم من الذين لم يستطيعوا سبيلا إلى الحرم المكي بسبب إجراءات الدولة الراعية التي بعد أن أوشك اكتمال وصول الحجاج إلى مكة أعلنت قبول وساطة لا علم لدولة قطر بها للسماح للحجاج القطريين فقط بالذهاب إلى الديار المقدسة، ومع ذلك رحبت الدوحة بالسماح للحجاج لأنها لا تريد تسييس الحج فهو استجابة لنداء أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام لمن استطاع سبيلا، أن يزور البيت ويؤدي فريضة الحج بكل شعائرها.
ونقف عند قوله سبحانه «من استطاع إليه سبيلا»، فهي الحكمة التي شرعها الله سبحانه، لعلمه أن هناك مشقات في السفر ومعاناة في تأدية الفريضة، وللحق نقول إنه منذ بدأت الدول تُسيِّر حملات حج وتتولى هي أمر وفادتها ونقلها وتصعيدها ووفادتها لم تكن هناك حوادث تذكر، والمشاكل كانت تقع بين الحجاج المنفلتين الذين لا تتولى دولهم رعايتهم، ولقد شهد التاريخ أن القادم من قطر معتمرا أو حاجا هو من أكثر الحجاج التزاما وهدوءا وخدمة لضيوف الرحمن، فقد كانت بعثة الحج الطبية القطرية تستقبل المرضى من غير القطريين وخاصة أولئك الحجاج الفرادى، كما كانت موائد حملات الحج القطرية تتيح مقاعدها للحجاج جميعا، حتى وصف حاج عربي حملة حج قطرية بأنها فندق خمس نجوم.
فكم كان مؤلمًا هذا العام أن تكون دول شقيقة سببا في إشغال الناس عن العبادة في رمضان والعبادة في موسم الحج، وغدا سوف يتسلم كل منا كتابه ليجد ما قال وعمل من خير وشر قد تم تدوينه.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/08/2017
4043