+ A
A -
تبدو الأجواء مهيأة أو تتجه نحو التهيئة، لاستثمار خطوة الملك سلمان حول الحجاج القطريين، في وضع الأزمة الخليجية على سكة الحل.
وتحتوي هذه الخطوة المفاجئة دون شك على دوافع سياسية في كل الحالات، وبغض النظر عن ذلك وعن استحالة التخلص من نزعة التسييس في هذا الوقت المبكر من «المبادرة»، فقد رحبت الدوحة بالإجراء السعودي الذي أدى إلى فتح منفذ سلوى وبدء إعطاء التأشيرات للحجاج القطريين.
وفي هذا الإطار سمعنا وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يقول إن ما يهم حكومته هو إيجاد السبل الكفيلة بتمكين حجاج بلاده من تأدية الفريضة، وربما أيضا الحجاج المقيمون الذين دعت قطر الى تيسير أمورهم هم ايضا.
وإذ نعترف بأن منع القطريين من الحج ثم منحهم الحق في ذلك، هما إجراءان سياسيان بالكامل، فإنه لا مفر من التسييس في أزمة خلافية عميقة الهدف الأول من الوساطة الكويتية تجاهها هو الدخول في حوار في ظل ظروف لا تخضع فيها الدوحة لعقاب أو حصار.
ان المغزى من وراء مبادرة الحجاج القطريين، هو أن الرياض مهتمة بكسر دائرة الشر التي جرّت الخليج الى دوامة ذات ابعاد متعددة وأضرار غير قابلة للإنكار طالت فئات عريضة من المواطنين والطلبة والمرضى والتجار المتضررين؟
وإذا كانت دبلوماسية الحج قد استخدمت كدبلوماسية »البنغ بونغ« عدة مرات للتقريب بين وجهات النظر.
ويجب ألا يخفي المرء بعد هذا التطور رغبته في أن تكون الخطوة السعودية مقدمة لانفراجة قريبة بين قطر ودول الحصار، وأن الرياض حسب مسلكها في الساعات الأخيرة أظهرت اندفاعة إيجابية تشي برغبة قد تفضي الى الحوار الذي تسعى اليه الدوحة منذ »5« يونيو.
قد تسود التساؤلات وعدم الشك أياما، غير ان مكالمة تمت بين محمد بن سلمان وتيلرسون دفعت حجاجا قطريين الى أخذ موافقة السلطات للبدء في الدخول وأخذ التأشيرات عبر معبر سلوى وسط تغطية إعلامية سعودية.
ندرك أهمية التحفظات القطرية تجاه حج القطريين هذا العام، وملابسات وأسباب العرض الذي قدمه العاهل السعودي، فقد بات مطلوبا تحويل دبلوماسية الحج إلى دبلوماسية أوسع لا تتردد في إنشاء خريطة طريق تحلحل الأمور، وتجعل الخليجيين أكثر جدية في إقفال الثغرات التي تسربت منها الرياح الضارة، ومن ثم الالتفات إلى مخاطر سياسية وجغرافية تهدد مستقبل دول مجلس التعاون.
لهذا نقول بصوت عال للدول الست: رمموا ما خربته »النكسة«، وكونوا معا بالتشاور والتفاهم، فالآتي أعظم وأطول مدى ومحمل بالمطامع والتهديدات.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
19/08/2017
2298