+ A
A -
كان حديثه ينساب إلى القلب والعقل كما مياه الجداول، تلتقي مع مجرى النهر بسلاسة وهدوء، فلم ترمش العين ولم تمتد اليد للريموت على مدى مدة اللقاء الذي تجاوز الساعة والنصف في برنامج الحقيقة الذي حقق نجاحا منذ انطلاقته في الرابع والعشرين من مايو الماضي اثر اختراق«قنا» وبث أخبار مفبركة نسبت إلى رمز الوطن ومجده صاحب السمو أمير البلاد المفدى.
أكاد اجزم أنني استوعبت ما أفاض به في حلقة الحقيقة من تليفزيون قطر ليل أمس الأول الإعلامي السياسي الرياضي المتميز سعادة الاستاذ سعد الرميحي، الذي لم يترك رقما ولا تاريخا ولا مناسبة إلا وثقها من ذاكرة اتسمت بالحضور بفضل الله ورعايته على مدى تاريخه المهني الذي كان فيه قريبا من صاحب القلب الكبير الأمير الوالد الإنسان الذي بحق هو أمير الحرية وأمير الإنسانية وأمير صدق شعبه فصدقوه فكان هذا التلاحم مع الأمير القائد الذي تسلم قيادة وطن الأخلاق الذي يتجسد بما يسطره رجالاتها من وزراء ومسؤولين ومفكرين يتقدمهم رئيس الدبلوماسية القطرية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، الذي ابهر العالم بهذا الأداء الراقي في التعامل مع اخطر وأشد وأقسى أزمة يتعرض أقليم لها هذه الميزات من ترابط وتلاحم، تجلت في هذا الحوار مع الأستاذ الرميحي الذي ظهر صادقا محبا مخلصا وفيا لوطنه قطر، الذي يفديه بروحه وللبحرين مسقط رأسه ومهد طفولته وللكويت التي تلقى تعليمه وتخرج في جامعتها عام 1978 وسكب مداده الأول على صفحات صحفها في فترة ريادتها للصحافة العربية اثر رحيل الصحافة اللبنانية إلى أوروبا بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975،
كان حواره الذي أداره الإعلامي المتميز محمد الهاجري الذي اثبت انه كفاءة قطرية استطاع على مدى شهرين ونيفا من انطلاق برنامجه أن يجذب إليه كل الباحثين عن الحقيقة، وتميزه بالجرأة في الطرح والحضور والتركيز والإلمام بما ضخ إعلام «احمد سعيد» ليعرض ما يدحض الأكاذيب.
كان حواره درسا في الأخلاق حاثا على أن يقول الجميع الحقيقة حين عرض بألم ما تناوله تليفزيون البحرين عن الرجل الشهم النبيل حمد بن خليفة العطية واتهامه بزعزعة الأمن في البحرين، فكل كلمة قالها الرميحي كانت نابعة من أعماق قلبه وعقله عن ترفع كل قطري وأولهم العطية من الإساءة للبحرين ولأي بلد خليجي،
ما تضمنه الحوار حقا درس في أخلاق شعب قطر أرى أن يعاد ويعاد ويعلم مضمونه في المدارس ليس في قطر فحسب وإنما في مجلس التعاون فهذا هو الحب الحقيقي للخليج، وما كنا نراه، وما نريده أن يتواصل، فلا غنى للأخ عن أخيه وابن العم عن ابن عمه، نعم يختلفون، ويتحاورون ويعودون متكاتفين، وهذا ما نأمل أن يراه العالم قريبا.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
17/08/2017
1997