+ A
A -
دائما ما يتعـلق قـلب المرأة بشفتي الرجل، فهي تنتظر منه أن يقول لها الكلمة الحلوة التي تسعـدها وتنسيها متاعـبها، وهـذه الكلمة قـد تكون شيئا عاديا عـند الرجل ولكن وقعها يختلف عـن ذلك تماما عـند المرأة، فإذا كان الـرجل يرى أنها غـير ذات تأثير، أو أنه ليس مهما أن يقولها أو لا يقولها، فإن المرأة لا ترى مثل هـذا الرأي، وتعتبر الكلمة الحلوة شيئا أساسيا ومهما في حياتها، فهي تـفهم من ورائها أشياء كثيرة، وتقـف عـلى حالة زوجها الـنفـسية، وتدري حـقـيقة موقـفه العاطفي منها.
إن المرأة ترى أن الـرجل عـندما يقـول لها هـذه الكلمة الحلـوة فهـذا يعـني أنها مازالت تعـيش في بؤرة عـواطفه، وإنها ملء حياته، وإنها استطاعـت أن تحـقـق له السعادة العاطفـية الكاملة، وإذا كانت المرأة قـد أحست بهـذا الشعـور يوما، فإنها تحب أن يظل هـذا الشعـور متجددا عـلى الدوام، بمعـنى أنها مازالت عـلى نـفـس الصورة الـتي كانت عـلـيها يوم نبض قـلـبه بحرارة من أجلها، وفكر في أن يرتبط بها بذلك الرباط الأبدي المقـدس.
وعـلى ذلك فإنها ترى صورة «الموقـف العاطفي» لزوجها منها عـلى أساس تصرفاته، فهـو عـندما يقول لها الكلمة الحلوة، فهذا يعني أنها كل شيء بالنسبة له، أما إذا أهمل ذلك، فإن الحب في قـلـبه يكون قـد ذبل وانطفأت شعلـته المتوهجة ولم يتبق منه إلا ضوء خافـت يقاوم في لحظاته الأخيرة، وإذا كان هـذا هـو مفهوم الكلمة الحلوة عـند المرأة، فإن الـرجل يجب عـلـيه أن يراجع موقـفه، وأن يعـيد الـنظر في تقـديره لمدى أهـمية هـذه الكلمة فهي ليست شيئا يسيرا أو صـغـيرا كما يتصور، وإنما هي تعـني الشيء الكثير والكبير بالنسبة للمرأة، ومن حقها عـلـيه أن يقول لها هـذه الكلمة مادام الحب في قـلـبه، ومادام حريصا عـلى استمرار الحياة الزوجية بينهما، وعـلى سعادة أيامهما وهـناءة لياليهما.
والحقـيقة أنه مازالت هـناك بعض الرواسب القـديمة من بقايا حياة الآباء والأمهات تقف حائلا دون الالتقاء الكامل والصادق بين الرجل والمرأة، ومن أهم هـذه الرواسب، مشكلة التعـبير عـن العـواطف بصراحة ووضوح، وهي مشكلة تظهـر في حياة الجنسين عـلى حـد سواء لأن أعـماق الرجل الشرقي لم تتخلص تماما من تلك النظرة القـديمة التي ترى في الرجل الجنس الأسمى وهـو بذلك يكبت التعبير عـن مشاعـره في أعماقه خوفا من أن تخرج من فمه كلمة حب صريحة فتزل به من مكانـته وتضعه في موقف الضعـف، وهـذا ما ينال من صورته في عـيني زوجـته!
أما بالنسبة للمرأة، فإنها بعـد أن عاشت طويلا في قوقعة الحريم، وظلت محرومة من التعبير عـن رأيها العاطفي، حتى لو كان بالقـبول فإنها بعـد أن خـرجت إلى الحياة العامة مازالت تعاني بقـدر أو بآخر من هـذا الماضي الثقيل، ولذلك نجدها في حياتها العاطفـية بالذات، مازالت أسيرة التردد والخوف.
والخوف لن يحل المشكلة، ولكن الحل هو في محاولة التغـيـير، ومن الخطأ أن تظن المرأة أن هـذا التغـيير يمكن أن يحـدث بين يوم وليلة، ومن الخطأ أيضا أن تـتصور أنه يمكن أن يقع بعـيدا عـنها، فهي مطالـبة بأن تـشارك في إزاحة الضغـوط النفسية والعاطفـية من فـوق صدرها، حتى تعيش مثل الأخريات حياة عاطفـية سليمة في بيت سعـيـد.

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
16/08/2017
2544