+ A
A -
المنطقة الخليجية من بين أهم المناطق في العالم أهمية، وكانت دول الخليج لها الريادة في ميادين كثيرة، الشقيقة الكبرى وأخواتها وبما تمتلكه دول المنطقة من ثروات وطاقات وإمكانيات وتاريخ وموقع جغرافي ومؤهلات واستثمارات، لكننا اليوم وللأسف نشهد من خلال أزمة العدوان على قطر تراجعاً كبيراً، وصداماً عميقاً في مجمل القضايا السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاجتماعية وحتى الإنسانية!
كانت دول الخليج مؤثرة وفاعلة ومثالا يحتذى، فصارت منشغلة بنفسها وسقطت الهيبة بسبب «بزران» أو عيال الخيبة! كانت الشقيقة الكبرى تهتم بأخواتها وتحتضنهم لأن سياساتها كانت ذات أفق واسع وبعد قومي، وكانت تنظر إلى القضايا بمنظار عريض وبعيد وليس في حدود ضيقة لا يتجاوز مصالحها ولا يمكن لشيطان أن يغرر بها! أصبحت دول الخليج أو أريد لها ذلك الانطواء والانكفاء على نفسها والانشغال بمحيطها أو الصراع والنزاع مع من حولها! وكما يقول المثل «أختي هلاله حالتها حاله» ما عادت لها نخوة! ما عادت الرمز والقدوة والمثال! ما عادت تعنى بقضايا الأمة! لأنها مشغولة عنها في قضايا هامشية! لم تعد في جانب الحق والصواب! ونصرة المسلمين الموحدين ونصرة المقدسات الإسلامية! أضاعت بعض دول الخليج البوصلة وتحولت من دول خير ونصرة وفزعة إلى دول ظالمة ترعى الدمار والخراب أينما كان وتناصر الظلمة وتحيك الدسائس وتستخدم وسائل التدمير والتضليل والإرغام! في هذه الأزمة وفي الوقت الذي تتحدث فيه قطر عن الحلول السياسية والدبلوماسية ورغبتها في الحوار نجد الآخرين الـ 3+1 يتحدثون عن الحصار والعدوان واللاحلول والتلويح بالعصا والعقوبات!
إن المنطق السياسي يحتم على هذه الدول القبول بالحلول وبالوسيط الكويتي والأميركي والبريطاني والدولي والجلوس للحوار وهو الأمر الذي يدعو إليه الحكماء والعقلاء إلا أن قصّار النظر من «عيال» الخليج وجهّاله يبدو أنهم لا يمتلكون مهارات التعامل والتحاور مع قطر على طاولة الحوار! لأنهم اعتادوا العمل من تحت الطاولة مع الخونة وسارقي ومخترقي الخليج! الذين ينفخون في الفتنة الحالية والفتن التاريخية النائمة ويسعون لإيقاظها وجعلها محورا يوميا للصراع الكاذب في الخليج! في الوقت الذي ينشغل فيه اليهود بالفلسطينيين العزل وينشغل فيه العالم بتقطيع الوطن العربي حتى يسهل الإجهاز عليه لاحقاً! ونحن في الخليج ننشغل ببعضنا سباً وشتماً وبغضاً متناسين المخاطر التي تهددنا وتستنزفنا ويصيح خليجنا مستغيثاً إني أغرق إني أغرق إني أغرق!!!! «وأختي هلاله حالتها حاله»!!!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
13/08/2017
2028