+ A
A -
عندما تجاهل نتانياهو رأي الجيش بعدم الحاجة الى غواصات جديدة، وأصر على شراء ثلاث من المانيا، تبين انه يتربح بالملايين من هذه الصفقة وهي واحدة من اربعة ملفات فساد تورط فيها رئيس الحكومة.
وما دمنا متفقين بأن الفساد يكثر في الدول المارقة او غير الشرعية، كما هو الحال في ما يسمى دولة اسرائيل، فقد بات واضحا ان من يسرق الارض ينهب ما عليها وما في باطنها وبحارها وينشئ نظاما مافيويا يوزع الأتاوات على زعماد العصابة وعائلاتهم.
الولع بالفساد حرفة وهواية معا، يتميز بهما اليهود المعروفون بممارسة المحرمات وعلى رأسها الربا، غير ان قصهم لحومنا بسكين شايلوك كما ورد في »تاجر البندقية« لشكسبير، ما زال مستمرا منذ ان قذف بهم الاوروبيون في وجوهنا بعد كوارث الحرب العالمية الثانية التي كا لهما دور خبيث في تأجيجها.
لا نسعى كهتلر الى التخلص منهم جسديا، لكننا مهتمون بتفكيك الدولة المحرمة ووقف ولوغها المتواصل في دمائنا. وإذا كنا غير مهيئين لخوض حرب تحتوي شرورهم غير القابلة للإنكار، جراء الغزوات المذهبية التي تشنها ايران ا بلا هوادة علينا، وانقساماتنا المخجلة التي تذكرنا بداحس والغبراء، فإن دول الفيتو ما زالت ضالعة بتوفير الحصانة لاسرائيل وتمكينها من التصرف كدولة فوق القانون.
لكن الفلسطينيين كما يجدر التذكير، لم يهزموا، كما ان الاسرائيليين لم يحققوا النصر رغم غزوهم بلادنا منذ زرع اول كيبوتز في فلسطين في اوائل القرن العشرين بتشجيع من الاوروبيين. ومن الطبيعي ان نعتبر الفشل في إلحاق الهزيمة بالفلسطينيين انتصارا لهم، بل معجزة تتكرر على شكل مقاومة متجددة لم تتوقف يوما واحدا منذ بدء الاستعمار الاحلالي الفاشل في فلسطين قبل قرن.
وعندما وقع نتانياهو عن الشجرة العالية التي تسلقها خلال ازمة الاقصى الشهر الماضي، لم يكن يعي مستوى غبائه ومقدار »الهيبة الوطنية« التي تعرّت امام العالم، وأظهرت اسرائيل دولة لا تستحق ان تكون عضوا محترما بين الامم.
والواقع ان كافة اشكال الصمود و المقاومة السلمية الاحتجاجية ضد الجدار والقمع وهدم المنازل والعقوبات الجماعية، والانتفاضات المسلحة يوما بالحجارة وآخر بالسكاكين او البنادق او الدهس بالسيارات او استهداف المستوطنين، ما زالت تمارس كل ساعة وتصدم صناع القرار الذين فقدوا على مر العقود جميع اعمدة الرواية التاريخية والثقافية التي قصوها على مسامع عالم بات يعلم الحقيقة كاملة: اسرائيل غير شرعية، ويجب ان تزول، وتعود الى اهلها.
الغرب (لندن، باريس، برلين، واشنطن) دعم تلك الرواية تحت ستار من الاساطير التوراتية الموغلة في التزوير. لكن خبراء الامم المتحدة نجحوا ايما نجاح في فضح العدو وكشف حقيقته سواء من خلال اكتشافات اليونسكو غير الممكن دحضها، او بيانات »لجنة حقوق الشعوب الاصلية« الدولية، التي تقول لاسرائيل كل سنة:
»الشعب الاصلي (كالشعب الفلسطيني) هو الذي أقام على أرضه قبل السيطرة عليها بالقوة من قبل المحتلين او الغزاة، وتوفرت له استمرارية تاريخية في مجتمع تطور على ارضه قبل الغزو«!

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
13/08/2017
1355