+ A
A -
شدنا الإمام في خطبة الجمعة أمس لنعانق الرحم والجار والوطن ونقف إجلالا للحاكم العادل، والجار لجاره واصل، والابن لأمه يقبل يدها راكع، وللزوج لزوجته القائمة على شؤونه وتربية أبنائه شاكر... والأخ لأخيه عائد.. ولنعانق كل من قام بعمل محتسبا اكتساب حسنات ليوم يقابل به الله سبحانه.
نعم عانقنا الحاكم العادل الذي نشر الأمن والامان في وطنه ليفتح التنمية على مصاريعها فيعلو البنيان وينمو الإنسان ويزدهر العلم، ويتكاثر العلماء، وتقوى الأمة، فلا يجرؤ طامع على الاقتراب من حدودها، ولا حاسد من التآمر عليها،
عانقنا الجار الذي يصل الجار تلو الجار حتى الجار السابع عملا بقول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه... لنعانق القائمين على إصلاح البين بين زوج وزوجته وقد سدت السبل أمام عودتهما لبيت الزوجية، أو إصلاح بين حاكم وحاكم وشعبه أو وطن ووطن وأمة وأمة... لتعود اليها اللحمة ولشعوبها اللمة وتقوى بها الأمة..
كم تألم المستمعون، ومع كل هذه الدعوات الصالحات تصل إلى مسامع من طرقوا لمن أراد الشر بالخليج وأصابوا السمع لمن أراد الخير فلم يتأثروا لا بأي قرآن ولا بحديث نبوي ولا بنصيحة عالم ولا بوساطة حكيم،
بكينا على حال الأمة والحشد الشعبي «ماعش» يشد الرحال من العراق إلى الشام ليحل محل «داعش» التي حتى الآن نجهل من أسسها ولمصلحة من، فقد ضاعت مع من ضاعوا وانسحبت مع من انسحبوا فلم تقاوم من تكالبوا على حلب، وقد أعلن العالم انه أرسل قواته إلى سوريا لمقاومة داعش وتم تضخيمها حتى اعتقدنا يوما انها بحجم الولايات المتحدة الاميركية، وانها ستحمي حلب من الميليشيات والنظام، وكما انسحبت من الموصل سوف تنسحب من الرقة، وقد تذوب وتنتهي كما انتهت القاعدة في افغانستان.
بكينا ووطن عربي كبير يرسل قواته لمقاتلة الاشقاء في حلب، ويتباهى هذا العربي بقتل شقيقه العربي. ذهبنا إلى اليمن ويا حسرة على هذا الوطن الذي استقبل الهجرة الأولى لمبعوثي رسول الله، ذهبنا إلى الشام ويا حسرة على الشام التي كانت رحلة الرسول اليها تاجرا ورسولا.
رحلنا إلى قوله تعالى «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون» فلم نجد الإخوة ولم نجد التقوى ولم نجد من يخاف الا يُرحم يوم العرض عليه.
والسؤال الأبدي: هل ستعود أمتنا؟ ويأتي التاريخ بالجواب... ففي عام 656 هجرية سقطت بغداد بيد المغول وقتل فيها ربما أكثر من مليون مسلم ومنهم الخليفة العباسي نفسه الذي تآمر عليه وزيره الرافضي، ليجد المسلمون أنفسهم بلا خليفة، ولكن بعد 31 شهرا فقط وفي رمضان 658 هجرية أباد المماليك جيش المغول بالكامل في عين جَالُوت لتعود العزة للأمة، وحلب شهدت ما شهدت وتم بناء جبل من الجماجم، وعادت للأمة اللمة وقامت حلب.
فهل يعي حكماء الخليج ان شيطاني فلسطين (دحلان) ومصر(أحمد شفيق) لا يريدان له الاستقرار؟
نبضة أخيرة
من وصلك أستمد غذاء الروح ومن وميض حرفك أواصل البوح.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/08/2017
1399