+ A
A -
تشغل زيادة الوزن فكر كثيرين في عالمنا المعاصر، وتشكّل همّاً ثقيلاً عليهم، ليس في مجتمعاتنا، وحسب، بل في المجتمعات الغربية والمتحضرة، كذلك، وهم في هذه المجتمعات يقاومون زيادة الوزن، من خلال الاستغراق في ممارسة الألعاب الرياضية الخفيفة، كالمشي، والهرولة، والسباحة، لذا فإنك تجد جماعات الشيب والشبان: نساءً ورجالاً يهرولون من الصباح الباكر، على أفاريز الشوارع العامة والطرقات، أو داخل المجمّعات الصحية «الجيمّات» التي باتت باب رزقٍ لكثيرين. كما تشغلهم كذلك الوصفات البسيطة التي تحفل بها صفحات التواصل الاجتماعي. وقد اخترت لك منها هذه الوصفة الطريفة: كوب عصير ليمون بالماء الساخن مع ملعقة عسل في الصباح الباكر على الريق يومياً، ولا تتناول بعده أي شيءٍ غير الماء القراح حتى وجبة الغداء، يشعرك بالراحة والمزاج الطيب.
ووصفة أخرى وردت في دراسةٍ أخيرة نشرت في الولايات المتحدة الأميركية، تقول: هي خمس عشرة دقيقة صباحاً ومثلها مساء كل يوم، فإنك لن تشكو بعد ذلك من النفخة أو الكسل أو ضيق النَّفَس.
وأعجب لهاتيْن الوصفتيْن غير المكلِّفتيْن، حينما ألاحظ أن معظم من التقيتهم من عامة الشعب الأميركي من حزب أشجار الجميز، ويعانون زيادة في الوزن، حتى البدانة، والسبب أن عامة هذا الشعب يتفقون في عاداتٍ غذائيةٍ ضارةٍ، ففي مطاعمهم التي تقدم وجباتٍ سريعةٍ أو بالبطاقة MENU تجدهم حريصين على «دبك» معداتهم بالهامبورغر والوجبات الدسمة، مشفوعةً بالمشروبات الغازية، وهذا، كما تقول دراستهم كذلك، ضارٌّ صحّيّاً.. وربما يختلف الوضع قليلاً في كندا، حيث لاحظت هنا في مقاطعة نوفاسكوشيا المطلة على الأطلسي، حيث أقيم..
على أية حال، يقال إن النظام الغذائي لدول حوض المتوسط، هو النظام الأفضل، والأمثل، صحيح، لأننا نكثر من تناول الوجبات الطبيعية، وزيت الزيتون والأجبان البلدية والفواكه، والخضار التي حبا الله سبحانه وتعالى منطقتنا بها.
ولا أزال أذكر خبراً مصوراً ترجمته لبرنامجٍ تليفزيونيٍّ خفيفٍ في منتصف سبعينيات القرن الماضي، يحكي عن سباقٍ في مسافة مائة متر للعدو للمسنّين أجريَ في ألبانيا، وفاز بالمركز الأول فيه «شابُّ» في الثامنة والثمانين، وقطع المسافة في أقل من عشرين ثانية!
يشير الخبر إلى أن معظم سكان ألبانيا لا يتناولون اللحوم الحمراء إلا مرتين في عيديْ الفطر والأضحى، وأنهم يكثرون من تناول الثوم في وجباتهم الغذائية، وأن شوارع العاصمة «تيرانا» تكاد تخلو من السيارات.. مما يرجع سبب طول العمر هناك إلى ما تناوله الخبر من معلومات..
أحياناً يكون التقشف نعمةً، وصحةً، لا يشعر بهما المرفهون.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
11/08/2017
2694