+ A
A -
نشرت جريدة وول ستريت هذه الرسالة المحفزة لقرائها للمضي قدما: «لقد فشلت عدة مرات رغم انك لا تتذكر ذلك، لقد سقطت في أول مرة حاولت فيها المشي، وكدت تغرق في أول مرة حاولت السباحة، وعند تعلمك القراءة والكتابة لابد انك احسست بالعجز الموازي للفشل، لقد فشل «ميسي» سبع مرات قبل ان يصبح متجره في أميركا من أشهر المتاجر، وتم رفض «مارك روفالو» صاحب دور شخصية هالك الشهيرة، التي تنتمي لمجموعة الأفنجرز أكثر من 600 مرة كممثل أثناء تجارب الأداء، لكن الفرق هنا هو أن عزيمة مارك لم تكن وحدها سببا في استمرار تقدمه لهذه التجارب، لأنه يعتبر أن أي شخص مهما بلغت موهبته وثقته في نفسه فإنه لن يصمد أمام هذا العدد الهائل من الرفض الذي يبدو سهلاً في النطق، لكن التجربة شيء آخر، وإذا كان «مارك» راغبا في الاستسلام للفشل فإن والدته لم تكن كذلك، ولذا كان يستمد إصراره من والدته التي كانت تشد من عزيمته، وتغذي ثقته بنفسه، وتقول له مرارا وتكرارا انت لا تصلح إلا للشيء الذي تحبه وهو التمثيل، وجاء وقت قرر فيه الاستسلام والكف عن المحاولة، لكنها هددته بالمقاطعة أن فعل، وخوفا من غضبها عاود المحاولة رقم 601... ونجح، وقدم افلاما جيدة وترشح ثلاث مرات لجائزة الاوسكار، ان الاحساس بالالتزام الذي يدفعنا إلى الاستمرار يوجد بداخلنا جميعا، وواجب الكفاح هو واجبنا جميعا، وقد شعرت بنداء هذا الواجب، هذا ما قاله أحد اشهر الرؤساء في أميركا «ابراهام لنكولن» لقد خسر لنكولن الانتخابات ثماني مرات، وفشل في البقاء في عمله مرتين، وتعرض لانهيار عصبي اكثر من مرة وامضى ستة اشهر طريحا في الفراش، تزوج من امرأة نكدية لا يحبها حولت حياته إلى جحيم حقيقي، وتوفيت والدته في فترة كان في أشد الحاجة إلى حبها وعطفها، تعرض للطرد من منزله، اراد ان يلتحق بكلية الحقوق وفشل، اراد ان يفتتح مشروعا تجاريا وفشل ايضا، عاش لمدة سبعة عشر عاما يسدد الديون التي اقترضها من هنا وهناك، رشح نفسه لانتخابات الكونغرس ومجلس الشيوخ وكانت النتيجة الفشل الذريع، وبعد كل هذه الاحباطات اصبح رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، واختصر كل ما عاناه في هذه الجملة «كان الطريق وعرا ومتعرجا، وقد انزلقت عدة مرات، لكنني نهضت وقلت لنفسي إنها مجرد زلة وليس سقوطا» وورث بيل أحد المؤسسين لسلسلة فنادق «ماريوت» العالمية حب الكفاح من والده وكان يردد هذه العبارة كلما واجهته عقبة: أهذا فشل؟ كلا فأنا لم أواجه الفشل قط، كل ما تعرضت له في حياتي هو مجرد عقبات مؤقتة!
في النهاية لا تشعر بالقلق حيال الفشل، وإنما بالفرص التي أضعتها من يدك عندما خفت من المحاولة.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
10/08/2017
1673