+ A
A -
مع تسلم روحاني رئاسته الثانية يبدو أمام تحديات جمّة تبدأ من العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب في إيران، عقوبات تعيد طهران إلى مربع الدولة المارقة التي لا يمكن الوثوق بها وفق رؤية إدارة ترامب. يضاف إلى ذلك تحدي الوضع الاقتصادي الداخلي الذي يواجه تعقيدات أكثر في التراجع المستمر لأسعار النفط، وعدم حصول طهران على الفوائد الاقتصادية المرجوة من توقيع الاتفاق النووي وذلك بسبب الأجواء التي فرضتها رئاسة دونالد ترامب. تواجه الرئيس روحاني تحديات أخرى تتعلق بتشكيل فريقه الوزاري، حيث أن هناك ضغط من قطاع المرأة لإشراكها في الحكومة عبر تسلم وزارات مهمة. مثل هذا الأمر قد يواجه بعض العقبات في مجلس الشورى الذي لن يكون سهلاً في تمرير الفريق الوزاري للرئيس.
بالطبع التحديات الداخلية المرتبطة بتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطن الإيراني مرتبطة بتطورات السياسة الخارجية الإيرانية وحضورها في ملفات إقليمية أصبحت مستنزفة للاقتصاد الإيراني المستنزف أصلاً بسبب العقوبات والعيوب الهيكلية للبناء الاقتصادي وغياب السياسات التي حالت دون تقدمه. من هنا ستكون السياسة الخارجية وتطويرها لتعود بالنفع على الجمهورية الإسلامية تحدي من نوع خاص. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن أي تحسن في السياسة الخارجية لتعود بالنفع الاقتصادي سيبدأ من الاتفاق النووي وتحسين العوائد التي يمكن أن تجنيها إيران من هذا الاتفاق، لذا يمكن أن تسعى طهران للانفتاح إلى أوروبا وتشكيل نوع من التحالف ضد سياسات الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
تشير التقاليد المرتبطة بالرئاسة الإيرانية إلى أن الرئيس في الرئاسة الثانية يكون أكثر حرصاً على ممارسة أعماله بدرجة أعلى من الاستقلالية أكثر منه في الرئاسة الأخرى، وهذا يرتبط بفكرة أن الرئاسة الثانية ليس بعدها رئاسة ثالثة، لذلك يسعى لأن تكون له بصمة وموقف أكثر مما هو عليه في الرئاسة الأول التي عادة ما يسعى الرئيس فيها للحيطة والمحافظة طمعاً في الرئاسة الثانية. هذا بالطبع يرتبط بالعلاقة من المرشد الأعلى بشكل أساسي وما إذا كان الرئيس سيسعى ان يحد من تدخل المرشد في صلاحيات الرئيس. رئاسة روحاني الثانية متوقع أن تشهد انتخابات مجلس الشورى الحادي عشر في العام 2020، والتي عادة ما تشكل محطة مهمة في التنافس بين التيارات السياسية الإيرانية، وعادة ما يسعى الرئيس ان يقدم تياراً سياسياً أكثر قرباً لبرنامجه.
فاز روحاني وتسلم رسمياً رئاسته الثانية، لكن حجم التغيير المتوقع أن يقوم به ربما يكون محدوداً بسبب طبيعة المؤسسة السياسية وتقييمها للتحديات التي تحيط بها، من هنا يمكن القول أن تغييراً بطيئاً وربما محفوف بالنزاعات يمكن أن ينجزه الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية.
بقلم : محجوب الزويري
copy short url   نسخ
09/08/2017
2837