+ A
A -
«لقد أسسنا خطواتنا في إغلاق مكتب الجزيرة على خطوات قامت بها دول سنية معتدلة».. هذه العبارة التي قالها وزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرا، في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الأحد الماضي للإعلان فيه عن قرار الحكومة الإسرائيلية بإغلاق مكتب شبكة الجزيرة في القدس المحتلة عبارة ستدخل التاريخ؛ لأنها أكدت التحالف الإسرائيلي مع الدول السنية التي تصفها إسرائيل بالمعتدلة والتي سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن أعلن أكثر من مرة أنه يوجد بين إسرائيل وبينها توافق وتحالف وأنه ليس بحاجة لعقد اتفاقات لأنها أصبحت موجودة.
هذه العبارات التي قالها وزير الاتصالات الإسرائيلي والخطوة المتوافقة بإغلاق مكتب الجزيرة أكدت هذا الحلف الدنس الذي يضم مع إسرائيل كلاً من مصر والأردن والإمارات والسعودية والبحرين وهي الدول التي يقيم بعضها علاقات رسمية مع إسرائيل ويرفرف العلم الإسرائيلي في سمائها، كما أن بعضها أرسل وفوداً أو اجتمع حكامها بالإسرائيليين، سواء في مدينة العقبة الأردنية أو واشنطن أو حتى في أبوظبي، التي سبق أن استضافت وزراء إسرائيليين أكثر من مرة بشكل رسمي ومرات بشكل غير رسمي، كما أن خطوات التطبيع التي قامت بها السعودية عبر إرسال الوفود إلى إسرائيل أو استقبال صحفيين إسرائيليين في قصور الرياض تؤكد أن الدولة التي تدعي خدمة الحرمين تتحالف مع الدولة التي تريد هدم المسجد الأقصى.
وطالما أن إسرائيل هي التي تصنف الدول الآن، وهي قبلة دولة الحصار للحصول على رضا واشنطن فإن التصنيف الإسرائيلي وضع مصطلحاً جديداً هو «الدول السنية المعتدلة»، وهو يخص الدول التي تدور في فلك إسرائيل. أما الدول السنية غير المعتدلة أو المتشددة فهي التي تضم الدول التي لا تدور في فلك إسرائيل.
وإذا كان هدف دول الحصار هو منع الجزيرة من الوصول للمشاهدين في تلك الدول من أجل تقديم الحقيقة لهم، وكذلك منعها من تقديم الحقائق عن الجرائم التي ترتكبها هذه الدول بحق شعوبها وبحق الأمة، فإن هدف إسرائيل هو هدف مشترك مع هذه الدول وهو منع الجزيرة من كشف مخططات إسرائيل بحق المسجد الأقصى وغزة وفلسطين المحتلة والحيلولة بين الجزيرة وبين تقديم الحقيقة للناس سواء المقيمون في العالم العربي أو المقيمون في الغرب بعدما أصبحت الجزيرة الإنجليزية تصل إلى نخبة واسعة من المشاهدين وصناع القرار في الدول الغربية، وقد لعبت الجزيرة حسب الصحف الإسرائيلية دوراً رئيسياً في إفشال مشروع سيطرة الإسرائيليين على المسجد الأقصى وقامت بنقل مباشر لتلك الجريمة مما دفع أهالي القدس إلى التوافد على المسجد الأقصى وإفشال المشروع الإسرائيلي، كما مثلت تغطية الجزيرة للحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة سجلاً حافلاً لجرائم إسرائيل بحق شعب فلسطين.. تلك الجرائم التي لا تسقط بالتقادم والتي ستكون تغطيات الجزيرة لها أحد الأدلة التي ستستخدم في محاكمة مجرمي إسرائيل مهما طال الزمن.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
09/08/2017
2716