+ A
A -
لم تستسلم وتذعن دولة قطر للمطالب التعسفية التي فرضتها دول الحصار عليها، وهذا من حقها كدولة مستقلة، فهددونا ثم جاروا علينا وحاصرونا، وقطعوا الأرحام بيننا وبين أشقائنا، وإخوتنا وأخواتنا.. والأدهى والأكثر مرارة أن دول الحصار وبعد حصارهم وقطيعتهم، راحوا يحرضون آخرين ليتخذوا مواقفهم ويحذوا حذوهم! وكما تقول الآية الكريمة: «عتل بعد ذلك زنيم»، راحوا يجرون الآخرين إلى صفهم وجورهم بالمال وغيره ليلتصقوا بهم ويؤمّنوا على أفعالهم المشينة!
لم أر صفاقة ونذالة أكثر من هذه؛ قيادات وزعامات أفعالها وقراراتها أثمن عندها من مصلحة شعوبها ودول المنطقة، وفوق المصلحة العامة! نعم مصالحهم فوق كل اعتبار! سحقاً لحقوق الشعوب وسحقاً لشعارات اللحمة والتناغم الخليجي وأناشيد «خليجنا واحد، والخليج كله طريقي» كانت شعارات للاستهلاك المحلي لا غير.. ماذا أنجزت دول مجلس التعاون غير هذه الأغاني الوطنية التي «لا تودي ولا تجيب»، و«اللي كان لها أول مالها آخر»!
أرادت دول الحصار أن تركّع قطر وترهب قطر وتفرض عليها إرادتها.. ولكن هيهات.. أبت قطر وقيادتها الأبية إلا أن تكون شامخة «يا جبل ما يهزك ريح» عالية سائدة، فراحوا يسعون نحو تحقيق أهدافهم الكثيرة بتصريحات ومواقف وإجراءات مثيرة لأدب الفكاهة والضحك وكلها تشير وتؤكد أن دول الحصار لا أمل فيها ولا ثقة بها! إنها معاول هدم في ضرب اللحمة الخليجية.. عصابة الأربع «السوسة» هدفها إغلاق الجزيرة رهبة منها والقضاء على الإخوان ذعراً منهم، ناهيك عن التعويض المالي المضروب بـ 2 أو 3! وهناك أذناب يمشون مع الموجة من أجل المليارات المقبوضة سلفاً أو الموعودين بها، وهناك الذين يدعون محاربة الإرهاب، وهم أس بلاء شعوب المنطقة العربية وغيرها!
يا جماعة الخير تبنوا مشروع الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات واقصروا الشر واتركوا الناس تحج بيت الله وتتواصل مع أرحامها وتتزاور، وأعيدوا الهدوء للخليج الباعث على الاطمئنان النفسي، وحاولوا القفز على الخلافات بالحوارات للوصول إلى مرحلة أكثر اطمئناناً، لأن هذا الوضع غير المستقر في المنطقة سينغص علينا راحتنا بعيد الأضحى، وسيستنزفنا كلنا.. يا جماعة الخير اتركوا عنكم تطلعاتكم المجنونة وتمددكم المجنون.. اتركوا عنكم «فلان وزعران وفلتا»ن ومن شابههم من ذوي الجشع السياسي والمادي.. هؤلاء الأجناس الأنجاس يضحكون على عقولكم وكروشكم المنتفخة.. إن خليجكم يعاني.. يئن من هول الفساد المالي والحكم الفاشي بسبب الساقطين والمتهورين.. الواقع علينا اليوم في قطر يسمى إرهاباً.. فهل يحق لدول الحصار الحديث عن الإرهاب ومصادره وهم جزء منه؟
يا سادة تحدثوا عن إصلاح التعليم، أو الإصلاح السياسي، أو بناء دولة المواطن الحر في رأيه وتعبيره، أما حديثكم عن الإرهاب بهذه الطريقة والمفهوم المغلوط فهو يدخل في أدب الفكاهة ههههههههههه! للاستهلاك السياسي والإعلامي لا غير، واستغفال الشعوب.. وهذا عيب ثم عيب ثم عيب.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
07/08/2017
1893