+ A
A -
كلمتان خفيفتان على اللسان عميقتان في النفس والوجدان، تناقلتها المجالس والبوادي والحضر والمناطق والفرجان، وحملها إلى الحواضر حماة الوطن من جنود وفرسان، ابتسمت الشفاه، وانفرجت الأسارير، فما يقول القائد، هو فعل سبق القول، كان ذلك في اليوم الأول من الحصار والناس تتوافد على الوجبة تقدم التهاني بمقدم رمضان.
ابشروا بالعز، ولا تبالوا بحصار الأهل والجيران، وتواصل الحراك القطري، من لندن واستثمارات بالمليارات إلى روما إلى بون إلى باريس إلى موسكو إلى نيويورك، وفارس الدبلوماسية القطرية لا تهدأ طائرته يقارع الأكاذيب بالحجج وثبات المبدأ، فتحت الدول موانئها، وممراتها الجوية، واسواقها، وتسابقت الدول على كسر الحصار، وجاء إلى الدوحة زعماء وقادة ووقعوا اتفاقيات ومعاهدات زادت من الروابط والوشائج، فيما اليد القطرية بدأت العمل والبناء على كل الجبهات، داخليا وخارجيا، والتأكيد على الاستثمار في الإنسان.
استثمار في إنسان، يقوم على العلم والمعرفة والتنوير والتأكيد على انتهاج الصدق في التعامل والمعاملة وحسن الخلق، مما انعكس على رسالة المواطن الراقي عبر وسائل التواصل الاجتماعي فلا بذاءة في القول ولا انحدار في الخلق كما حال ابناء دول الحصار الذين انتهجوا الشتم وسوء القول في التعامل مع الآخر، وحين يجدون مقيما يشيد بقطر يطلقون عليه لقب«مرتزق» لفظ لم نسمعه على مدى 22 عاما من إقامتنا هنا، بل وجدنا أبواب المجالس والمكاتب مفتوحة مرحبة، لم نسمع ما يجرح المشاعر.
كما أسفنا لان هذه الأزمة انتقلت إلى الجمهور في دول الحصار وفجر في الخصومة إلا من رحم ربي.
ابشروا بالعز، قطر دولة سياسة، قطر دولة اقتصاد، قطر دولة اخلاق، قطر دولة عطاء، قطر دولة كعبة المضيوم.
ابشروا بالعز قالها قائد الوطن، وحقًّا كلنا ينعم بالعز سلمت سيد الوطن وسلم الوطن.
نبضة أخيرة
ما ضرب الإنسان بعقوبة اعظم من قسوة القلب، فما اقسى تلك القلوب التي قطعت الأرحام وفرقت الأسر وأساءت في أخلاقها للجار، وتشي به أمام الكبار، ولكن هناك واحدا جبارا يرى الظلم ويمنع الجور وينصر من أحسن، وصدق القرار.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
06/08/2017
1808