+ A
A -
عربي مسلم، من بلد عربي درس في مدارس العرب، وتخرج في كلية عسكرية عربية، حين سألته عن وجهة نظره في فلسطين قال، أين تقع فلسطين وحين حددت له جغرافيتها، قال هذه «إسرائيل» كدت أصرخ، كيف بربك تعلق ثلاثة نجوم على كتفك وتقول ليس هناك فلسطين، وحين تحدثت له عن فلسطين قال هذه اَهلها باعوها (للجحود)، أرسلت له فيديو عن طلاب قطريين يستنكرون وجود اسم إسرائيل على الخريطة، ويقولون هذه فلسطين يقول هذا الضابط هؤلاء القطريون مغيبون أصلا ولا يعرفون الحقيقة.
بكيت واستحضرت لقاء عام 1978 في الطائرة البوينغ التابعة للويسترن ايرلاين في رحلتها المتجهة إلى لوس انجلوس في الولايات، مع شاركتنيرالكرسيز برازيلية تعمل مدرسة باليه في بلدها وهي ذاهبة لقضاء اجازتها مع صديق لاعب أوروبي تعرفت عليه أثناء مباريات كأس العالم في ذات العام، سألتني عن وجهتي جنسيتي وظيفتي وتحدثنا فوجدتها تعرف «ان فلسطين بلد عربي تم اغتصابه من قبل الصهيونية العالمية وانه تم تهجير اليهود إليه لتتخلص أوروبا من شرورهم وحمدت الله أن اقتراح هيرتزل بأن تكون الأرجنتين بلدا لهم لم يفز لعدم وجود المبرر، سألتها: من أين لك هذه المعلومات؟ فقالت: من شعر محمود درويش المترجم وأنا عاشقة للأدب ومن النشاط الفلسطيني الذي تقوم به منظمة التحرير الفلسطينية في اميركا اللاتينية قلت لهذا وجدنا كثيرا من ابناء اميركا اللاتينية التحقوا بالثورة الفلسطينية، وكذلك الحال في الهند غاندي والصين ماوتسي تونغ والاتحاد السوفياتي خروتشوف.
الزمن اغسطس 2013، في صالة صعود إلى الطائرة المتجهة إلى بومباي، حوار بين سيدتين عربية فلسطينية، ومربية هندية تعمل في تل ابيب، سألتها العربية إلى أين ذاهبة فقالت إلى الهند ومن أين قادمة فقالت من إسرائيل، فغرت العربية فاها وقالت: هذه إسرائيل اسم غير صحيح، الصحيح هو فلسطين وأنا من يافا بالقرب من تل الربيع أو تل ابيب كما يسميها اليهود وقد احتلها اليهود بالقوة وطردوني وأسرتي منها ولا يحق لي دخولها، المربية الهندية قالت انتم من يحاول احتلال إسرائيل، إنتوا لازم تروحوا بلاد عرب في مكة.
الزمن يوليو 2014 المكان في فندق سبع نجوم وحوار غربي عربي يتساءل: لماذا وقف العرب مع إسرائيل إلا قطر؟ فقال له العربي بحسرة لذلك انتصرت حماس.
ما الذي حدث لوطننا العربي حتى انحدر إلى هذا الحال الذي لم يشهده الا في الجاهلية وقبل دخوله في الإسلام. فما اجمل وطننا العربي الذي عرفناه في الستينيات من القرن الذي مضى فقد رصدت على خطوط النار حين أقامت إسرائيل الحرب على فلسطين وعلى عبدالناصر، جنود عراقيون يهبون لنصرة فلسطين ونصرة سوريا، جنود مصريون يعبرون سيناء ليكونوا في نصرة غزة جيش، مغربي يصل إلى الأردن، جيش كويتي يصل إلى غزة بقيادة العقيد عطا البرغوثي، جيش سعودي يصل إلى حدود نهر الأردن، متطوعون من الكويت فهد الأحمد احمد الربعي وغيرهم متطوعون من قطر، متطوعون من عمان الرواس وبن سالم والبلوشي متطوعون من أفغانستان خير الله الأفغاني من اليمن مطيع وسالم.
كنا نشعر أننا أمة عربية اخوة وأهل ننصر بعضنا نضمد جراحنا نلملم أشلاءنا.
فما الذي جرى بوطننا العربي عام 2017 حتى يكونوا هم العداء بين الاشقاء واستنكار وطن اسمه فلسطين واتهام أهله ببيعه، حالة تحتاج إلى اعادة نظر.
نبضة أخيرة
كل شخص يرى الأشياء على قدر نقاء قلبه.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
05/08/2017
1445