+ A
A -
فيما كانت الطائرة ايرباص الفرنسية في أول رحلة لها عام 1979 تطوي المسافة بين مطار البحرين ومطار شارل ديغول في باريس، ارتفع صراخ المضيفة الباريسية تشتم العرب وأبوالعرب، مما شد انتباهنا، فطلب منى عبدالله إبراهيم المفرج، وزير العدل آنذاك رئيس الوفد الكويتي، الذي كنت أرافقه كموفد مشارك في بحث عن مكافحة الخمور والمخدرات لتقديمه لمؤتمر مكافحة الخمور والمخدرات الذي تستضيفه مدينة اكابولكو على المحيط الهادئ وتشارك فيه معظم الدول الخليجية، والعربية، طلب منى معرفة من ارتكب الفعل الفاضح مع المضيفة، ذهبت وعرفت، كظم غيظه، لكنه انفجر حين رأى الوفد نفسه معنا في المكسيك، وقد ترك قاعة مؤتمر مكافحة المخدرات والخمور، وقال له: أنتم تعطون صورة سيئة عن العرب، والمسلمين وأنتم تضعون علم دولة عربية لها مكانتها في العالم، فكان ردهم سيئاً بذيئاً، فأقام الوزير حفلة عشاء استثنى فيها هذا الوفد.
في فندق روتانا المطار في دبي جمعتني الصدفة مع وفد من نفس بلد الوفد إياه، كانت الساعة الحادية عشرة ليلاً، من ليلة الجمعة اتفقنا أن نذهب سوياً لصلاة الجمعة، وذهبت إليهم في الموعد المحدد، ولم أجدهم ووجدتهم يترنحون على مدخل الفندق، تركتهم ورددت قول الشاعر: «إنما الأمم....
وسائل التواصل بكل أنواعها كشفت عن نبل الأخلاق القطرية، وما وصلت إليه أخلاق أبناء دول الحصار، كلام انحدر إلى أدنى مستويات الرذيلة، كلام سوقي أخجل أن أردده بيني وبين نفسي، حزنت كعربي، كإنسان شارك الخليج همومه وآلامه وأفراحه على مدى أربعة عقود ونيف، أن ينتقل الحقد والبغضاء من دائرة المؤامرة المغلقة إلى أعماق الجماهير التي كانت تفتخر بخليجيتها، كم هو داهية من أراد أن يفتت وحدة الخليج، فهو يعلم أن إضعاف الخليج هو لمصلحة الكيان الصهيوني.
أيها الراشدون، أيها الحكماء.. الخليج ينزلق إلى أسوأ مرحلة فإن لم تهبوا لإنقاذه فسوف تنهار القيم وتنهار الدول.
نبضة أخيرة
بدون الحب كل الموسيقى ضجيج، والعبادة عبء، والتعليم هراء.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
04/08/2017
1234