+ A
A -
العرض العسكري الأخير لجيش الشعب الصيني، في الذكرى التسعين لتأسيسه، بميدان قاعدة (تشوريخه) في منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم المُستقل شمال الصين، وبحضور الرئيس الصيني (شي جين بينغ)، يَحمِلُ الكثير من الإسقاطات والرسائل السياسية بالدرجة الأولى، رسائل سياسية ساخنة، وفيها قرقعة للسلاح، على غير العادة في السياسات التي تنتهجها بكين في مسار احتكاكاتها السياسية المتواصلة منذ أكثر من عقدين من الزمن مع الولايات المتحدة وغيرها.
لقد جاء العرض العسكري لجيش الشعب الصيني، وسط تصاعُد التوتُر على الساحة الآسيوية، بما في ذلك ما يجري على جبهة شبه القارة الكورية، حيث جرى الاستعراض العسكري بعد ساعاتٍ من النقد الحاد الذي وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصين الشعبية، متهماً إياها بالفشل في كبح جماح كوريا الشمالية التي أجرت قبل أيامٍ قليلةٍ تجربةٍ صاروخيةٍ جديدةٍ، لصاروخٍ قيل إنه يستطيع قطع مسافة تقارب نحو 8000 كيلومتر، مُهدداً مدن الساحل الغربي للولايات المتحدة.
كما جاء العرض العسكري عَقِبَ التطورات التي شهدها بحر الصين الجنوبي خلال الفترات الأخيرة، وقيام بكين ببناء مجموعة من الجزر الصناعية كي تكون بمثابة خطِ دفاعٍ إذا ما حدث صدام مع الأسطول الأميركي الذي «يسرح ويمرح» في تلك المنطقة الحيوية التي تَمُرُ بها سفن التجارةِ الخارجيةِ من والى موانئ الصين في تلك المنطقة، كما تُعتَبَر الطريق الرئيسي لناقلات الإمداد الخارجي من النفط والغاز للصين التي تستهلك يومياً قرابة ثلاثة ملايين برميل من النفط جُلها من الاستيراد الخارجي من إيران ودول منطقة الخليج.
(يتبع)
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
04/08/2017
1797