+ A
A -
منذ أن جلس في الصف الأول في حفل ماسوني صهيوني، ومنذ أن شارك في حفل ليلة الميلاد في بيت لحم، ومنذ فتحت له تل أبيب أبوابها وحاناتها، وفنادقها، وهو يخطط لجر الأمة العربية للتطبيع مع إسرائيل، حتى لو كان الأمر طرد الفلسطينيين من كامل التراب الفلسطيني، وحين رأى، بمجيء ترامب للسلطة، أن الوقت بات مناسبا، لتنفيذ ما وعد الصهاينة به، وهو جر الأمة إلى الجلوس مع الصهاينة في القدس، وحين رأى أن قطر بكل ما لديها من زخم وقوة في دعم المشروع الوطني الفلسطيني قد تقف في وجهه وتكشف مؤامراته التي تتشكل في تل أبيب، بإشراف محمد دحلان الذي خان وطنه وشعبه وأمته، ورأى في الشريك المصري والسعودي ما يعطيه قوة لتحقيق تطلعاته في تغيير جيوسياسي في الدول المجاورة، بل عينه أيضا على دول يرى فيها خطرا عليه، وأصغى إلى دحلان لإقصاء قطر عن المشهد السياسي، وهي التي يخشاها بما لديها من حضور شعبي عربي من الخليج إلى المحيط.
ومع الانهيار العربي من العراق إلى ليبيا وانتهاء بجبهة الصمود والتصدي، رأت إسرائيل ان الوقت قد حان لتضع الأمة تحت الأمر الواقع مع مساعدة دحلان ومن هم وراء دحلان، لكن صمود قطر والكويت وعمان في وجه المؤامرة الدحلانية أربكت العواصم، ولذلك ظهر خطابهم مرتبكا متناقضا فيما الدول الحرة من السويد إلى فنزويلا تقف ساخرة من هذا العداء لدولة كانت تجلس معهم على طاولة قمتين، ووافقت على محاضر اجتماع القمتين، لكن غمزة من عين أبو «فروة» ترامب وانجن الولد، فأسرع ليقف إلى جواره متملقا فاغر فاه، فيما الرزانة والرصانة كلها تجلت في الرجولة القطرية التي رفعت هامتها بشموخ، ويا جبل مايهزك ريح، وكان الخطاب القطري صريحا ألا تنازل عن دعم الشعوب المقهورة، وهو ما زاد غيظ من يتآمرون على تسليم الرقبة العربية للصهيوني للإجهاز على أمة بحثت عن موقع قدم لها بين الأمم، فعادوا يطالبون بتنفيذ الاملاءات التي ألغيت بالمبادئ الستة، وبمفاجآت مشروطة.
كم نحن في حاجة إلى الزمن الرشيد، والرجل الرشيد، والحاكم الرشيد، فقد مر الخليج بأزمات أشد ضراوة لكن وجود الكبار الراشدين أعادوا العربة إلى مجراها وعاش الخليج بأمان وسلام، فهل يصحو الراشدون ليقولوا الكلمة الفصل في مهزلة أضحكت على الخليج الأمم.
نبضة أخيرة
خارج هذه الضوضاء هناك مساحة للحب لنلتقي هناك.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
01/08/2017
1484