+ A
A -
في كل محفل إقليمي أو دولي، ينهار فجأة.. يقع على الأرض، يهرول إليه حرسه، بعضهم يرفعه هونا هونا، وبعضهم يحاول ما استطاع، أن يمنع الصحفيين من التصوير!
روبرت موغابي..
العينان كليلتان. العظام ضربتها الهشاشة، لكنه يكابر: أطباء سنغافورة اندهشوا. أدهشتهم قوة عظامي!
أنا، لستُ على شفير الموت، كما يتوهم الذين يريدون موتى. تباً لهم. سأظل رئيسا. سأكل قرنا كاملا، في القصر الرئاسي. إن روبرت. أنا موغابي. أنا زيمبابوي!
هذا مثال آخر، للرؤساء الذين- من فرط تشبثهم بالكرسي- يظنون أن الكرسي الرئاسي، صمم أساسا على قدر أصلابهم. هو مثال آخر على تلك العينة من الرؤساء، الذين يظن أي منهم أنه الدولة.. والوطن، ومتى ما تزحزح هو عن الكرسي الساحر- بإرادة الحي الذي لا يموت أو إرادة شعبه- كأن تزحزح الشعب إلى هاوية سحيقة، وأنهار الوطن، وكان على مجمل الحياة في الوطن، السلام!
ما أكثرهم- الموغابيين- في هذا العالم، تحديدا في الدول مطفأة الأنوار، تلك التي لا باب يفتح فيها على هذا العالم، ولا نافذة.. تلك التي من فرط الإظلام، مصابة شعوبها بقصر النظر.. بل بالعمى!
زيمبابوي، ما أحلك ظلامها، في قبضة رئيس يتأبى الانصياع لما يسمى بحكم الوقت.. وحكم السن، والصحة العامة، ومنطق الموت؟
موغابي، لا يعترف بأي منطق، إلا بمنطق الحياة هذا المخادع، والحياة بمنطقها تخادع في كل مرة، ما يخدع به ذاته، مرات ومرات!
لا ننكر. لموغابي تاريخا في تحرير زيمبابوي، لكن ليس بالتاريخ وحده، يأخذ الزعيم الهرم، أمجادا جديدة في الحاضر، وفي المستقبل.
للتاريخ، سطوة.. لكن هذه السطوة لن تستطيع أن تسطو على حقيقة أن لكل زمان رجاله. لن تستطيع أن تصنع من ذات الزعيم، زعيما لكل الأجيال.. لكل الأوقات!
موغابي، زعيم.. قال الوقت عنه، إن وقتي هذا ليس هو وقته..
قالت عنه الصلاحية، إن صلاحيته، قد انتهت.
فمن ذا الذي يستطيع أن يقنع مستر موغابي، بما قال الوقت.. وقالت الصلاحية؟
للأسف، لا أحد. زوجته غريس لا تستطيع، لأن من مصلحتها الشخصية أن تظل سيدة أولى، مع رئيس لا يرى أبعد من حاشيته، من أن تعيش مثل غيرها من نساء زيمبابوي، مع رئيس يرى، ويسمع؟ رئيس لا يقع في المحافل، وليس على شفير الموت!
للأسف لا أحد. حاشية موغابي لا تستطيع، لأنها ببساطة تدير كل شيء في زيمبابوي، باسم الرجل التاريخ. تديره هو ذاته مستر موغابي: متى ما وقع تسرع لرفعه.. لكن يبقى السؤال: أو تستطيع تلك الحاشية القابضة، أن ترفعه متى ما أصبح في كف الموت الخشنة والباردة؟

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
31/07/2017
2753