+ A
A -
وأخيراً انكسر الصلف الصهيوني أمام إرادة الفلسطينيين المرابطين في المسجد الأقصى، انكسر أمام إصرارهم وتحديهم للعوازل والكاميرات والبوابات الإلكترونية! أحداث فلسطين الأخيرة غطت على الأحداث السياسية الأخرى! أمام الفلسطينيين الآن في خضم هذه الأحداث فرصة ذهبية وثمينة للم الشمل بين الفرقاء ووحدة الموقف والكلمة وتنسيق الجهود، ويكفيهم تشرذما وصراعات ومناكفات واتفاقات فاشلة فرضت عليهم بقبول الغير والرضا بالقليل! تراجع الصهاينة أمام إرادة الشعب الفلسطيني البطل الذي يحظى باحترام وتقدير الشرفاء في العالم أذهلني وجدد الأمل بعد أن تعزز لدي اليأس من الحلول التخديرية والرضوخ للشروط الدولية الظالمة، مشكلة الفلسطينيين أعتقد أنها تكمن في أنفسهم في غياب وحدة الموقف والكلمة وتبعثر الجهود بسبب قرارات أحادية وأفعال وأعمال تقوم بها جماعة دون جماعة، وفصيل دون فصيل! دون أن تحقق شيئاً! أكثر خطورة على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها الصدام بين رموزها وفصائلها وتياراتها وهو في اعتقادي سر تفوق العدو الإسرائيلي عليها!! إن أولى الأولويات التي أراها تنصب اليوم وليس غداً هو الرجوع إلى الضمير الحي والاحساس بالمسؤولية ونكران الذات والنظر إلى المصلحة الوطنية الكبرى لا غير، لقد أثبت الفلسطينيون المرابطون في القدس في الأقصى أنهم رجال وأن مواجهة التعنت الإسرائيلي لن يفشله إلا مواجهته بالصمود، وأن سياسة فرض الأمر الواقع لا تنفع مع الفلسطينيين! ولن ينجح الفلسطينيون إلا إذا توحد موقفهم ونظروا مجتمعين إلى التحديات التي تواجههم من نفس الزاوية، هذا الكلام ينطبق تماماً على دول الحصار! لا تفاجئونا بحماقات جديدة وتشعروننا بأن الخليج قد أزفت نهايته وأن أملنا بكم تلاشى في عودة الأمور على ما كانت عليه قبل الحصار الجائر! إن المقاطعة التي سعيتم لها خطرة على مستقبل وحدة الخليج ووجودنا! راجعوا أنفسكم وسياساتكم واردموا الهوة التي صنعتها أنانيتكم ومصالحكم الذاتية وزعاماتكم الفارغة! انظروا إلى مصلحة الخليج ومصلحة شعوبكم لا غير، راجعوا ضمائركم لتحسوا بالمسؤولية تجاه خليجكم انطلاقاً من «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» إن الإشكال القائم لن تحله المقاطعة والحصار ولن تحله السفالة الإعلامية والنذالة الدبلوماسية وعدم النضج السياسي، هذه الأزمة لن تحل إلا بالحوار والمصارحة والمكاشفة والجلوس على طاولة الحوار واللي في القدر يطلعه الملاس كما يقول المثل الخليجي، عودوا إلى رشدكم واعتبروا يا أولي الأبصار من أحداث العالم وتعلموا من الفلسطينيين وقفات الرجال والمرجلة في قضيتهم الأخيرة! اللهم افتح بيننا وبين أهلنا وأنت خير الفاتحين.. اللهم آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
30/07/2017
2491