+ A
A -
حياة كثير من الصحفيين فوضوية ومبعثرة، ومن لم يكن فوضويا ليس صحفيا يقول بعض الصحفيين، وبعضهم يرى في هذه الفوضى بأنها خلاقة ولكنها مدمرة كما «الفوضى العربية»، التي دعت إليها وزيرة الخارجية كوندليزا رايس وكانت نتائجها هذه الفوضى في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي مصر وهي أقوى الدول العربية. والتي كان تقاربها يقلق الدوائر الغربية الساهرة على حماية «الربيبة» إسرائيل.
واوراقي مبعثرة وفوضوية. كلما جمعتها أجدها تاهت مع الفوضى الخلاقة وأنا أحاول كتابة مقال له معنى وفي حروفه السهلة الممتنعةً عبرة وأجمله وبين سطوره مغزى.
أقلب أوراقي تجدني أتساءل فيها عن العداء بين الزعماء العرب منذ ان قررت بريطانيا الانسحاب من العالم العربي متنازلة عن استعمارها العسكري للدول العربية لصالح استعمار سياسي اقتصادي أميركي تم الاتفاق عليه بين الرئيس الاميركي ورئيس وزراء بريطانيا لإنهاء الحرب العالمية الثانية.
عداء بين الزعماء العرب استمر من الخمسينيات حتى اليوم منه سجلته في أوراقي المبعثرة ومنه في الذاكرة ومنه في مذكرات يومية لأحداث عربية.
كنت طفلا وأسجل الاتهامات التي كان يوجهها الرئيس عبد الناصر إلى ملك ليبيا ادريس السنوسي ويصفه بالعمالة والخنوع للغرب ونخرج في الشوارع نهتف «يسقط يسقط ادريس» ونسمع عبد الناصر يوجه الاتهامات للعاهل السعودي سعود عبد العزيز والى العاهل الأردني الحسين بن طلال والى البدر ملك اليمن.
ونخرج نهتف يعيش يعيش الرئيس تستغرب هذا العداء بين الأوطان والزعماء وخاصة الاشقاء.
واستمر العداء والتصالح عمان تخاصم دمشق ودمشق تخاصم بغداد وبغداد تخاصم القاهرة والقاهرة تخاصم الرياض والرياض تخاصم الدوحة، وتعقد القمة تسمع شتايم القادة ووصفهم لبعض بأوصاف بذيئة والعمالة والخيانة ومع أنه كان هناك أمل في ان يفلح الربيع العربي بإزالة الشتاء العربي جاء بثلج عربي قتل الربيع في العواصم.
وعاد السباب وعادت الفوضى.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
25/07/2017
1446