+ A
A -
كم مرة سيتكرر سيناريو المسجد الاقصى حتى تفهم «إسرائيل» انها ليست صاحبة السيادة عليه؟ وكم مرة ستضغط دولة العدو على الوتر الاشد إيلاما الى درجة ان محمود عباس اضطر لوقف التنسيق الامني، ما دفع مافيوياًَ مثل ليبرمان الى اتهامه بالتخريب وزعزعة استقرار الدولة الصهيونية؟!
لم يوقف عباس التنسيق الامني من بوابة وطنية ، ولكن من بوابة ذر الرماد في العيون وتسجيل المواقف الورقية، وإذا كان نتانياهو قد توعد بهدم بيوت شبان ام الفحم الابطال الذين قتلوا ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية، فإنه ومساعديه الامنيين يدركون الآن ان القدس لم توحد شعب فلسطين فحسب، الى درجة مشاركة المسيحيين الصلاة مع المسلمين في الشوارع، بل وحدت مسلمي العالم على كراهية المحتل الذي تطاول على الاقصى هذه المرة كما لم يفعل من قبل.
نجح الاقصى في السابق، وسينجح مجددا بتوسيع دائرة المقاومة وإشعال خيال الجموع المسلمة في فلسطين والعالم. فالمسجد الحرام في القدس ليس حصرا على الفلسطينيين، لكنه لكل مسلم من بين مليارات تجله وتقدسه وترفض ان يتحكم فيه احد غير المسلمين.
لذلك عندما نسمع الخطباء يقولون عبر مكبرات الصوت ويصرخون ان «جيش محمد سوف يعود»، فإن الرعب يستوطن قلوب المحتلين، وكذلك عندما يتهامس اللصوص من حاخامات وزعماء وعصابات حاكمة حول زحف قريب تشارك فيه جيوش قادمة من اسطنبول وجاكرتا والقاهرة لتحرير فلسطين والاقصى، يدب الهلع وتقل ساعات النوم.
هذه ليست صورة متخيلة او واهمة، بل هي راسخة في اذهان اليهود منذ وعد بلفور عام 1917، بدليل انهم يتفرقون كالصراصير عند كل تفجير او طعنة سكين، او عملية دهس.
وعندما يقول موقع «واينت» التابع لصحيفة يديعوت احرونوت، ان القضية ليست قضية ابواب الكترونية في الاقصى، بل صراع على السيادة، فهذا صحيح تماما. وقد برهن الفلسطينيون في الضفة بشهدائهم الستة وجرحاهم الاربعمائة، انهم لن يتقبلوا أبدا السيادة الاسرائيلية على الحرم القدسي، خاصة بعد ان اكدت اليونسكو عدم وجود شيء اسمه حائط المبكى (البراق فقط) او جبل الهيكل، وأنكرت بالوثائق التاريخية قيام صلة بين «اسرائيل» ومدينة القدس في اي وقت من الاوقات.
التحريض والانفلات العنصري في الدولة المزعومة كشفا هشاشة الكيان الغاصب مهما بدا من الخارج متماسكاً او صلباً، وهي حقيقة يدركها مناضل كبير مثل الشيخ رائد صلاح عندما قال قبل يومين: «أنا لا أخاف هذه الجوقة، وليطلق المجرمون سهام حقدهم كما يشاؤون، فنحن كما قلت وسأظل اقول، باقون ما بقي الزعتر والزيتون».

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
25/07/2017
3901