+ A
A -
ترويع وقتل.. قتل بالجملة في أي مكان، وجرائم مخيفة وانتهاكات، والمستقبلُ أشد إظلاما من كل هذا الذي يحدثُ الآن، فأي شيطان مريد، يستبدُ بهذا العالم.. وكيف الخلاص؟
الإنسان المعاصر، في أزمة حقيقية. أزمة يرتعدُ منها. أزمة تأكل يوميا من مخه، ووجدانه، وأعصابه. أزمة أنهكت الفلاسفة، وأعيت رسل السلام، وحيّرت حراس الأديان، من كل دين، وحراس المعتقدات الأرضية.. ولخبطت حراس الخير والأخلاق، وحراس الفضيلة، والانضباط.
الجملة التي تلخص أزمة الإنسان المعاصر: هذه الأرض- بما يحدث فيها من عار- لم تعد مكانا آمنا للحياة!
هل كان الذين استكشفوا كواكب أخرى- ولا زالوا في استكشافاتهم العظيمة- يحدقون في أفق، ما قد يحدث بين البشر، في هذا الكوكب الذي هو من يابسة وماء، و... سراب؟
دم، في كل مكان. في اليابسة، وفي الأنهار والبحار والبحيرات، والصحراء.. وفي السراب الذي دونه سراب، فأين المفر، ورائحة الجثث المتعفنة، تحرضُ على الفرار؟
أين المفر، وفي كل الأمكنة، قاتل بصورة أو بأخرى. ما أكثرهم القتلة: منهم من يسيل دم الأجساد، ومنهم من يسيّل دم الأحلام الكبيرة، والأماني.. ومنهم من يسيّل دم الكرامة الإنسانية.. ومنهم من يسيّل حق الآخر في ان يختار بإرادته هو، ويفكر بعقله هو، ويحب أو يكره بوجدانه هو، وينفعل أو يتفاعل بأعصابه هو.. ومنهم من يفطس بمنتهى الغلظة والوحشية المشاعر الجميلة، والأحاسيس.
ضاع العقل، في هذا الكوكب.
افتح أي شاشة إخبارية، في هذا العالم، وانظر إلى الدم، تتيقن أنني لم أكن أتحدث عن كوكب آخر.
ترى، من ذا الذي يمكن أن يعيد لهذا الإنسان المعاصر، عقله؟ من.. وحتى أصحاب النُهى- من فرط كل هذا الجنون- أصبح مصيرهم المصحة العقلية، ولا... ولا من مداوٍ!
إنني أضرب كفا بكف.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
25/07/2017
2811