+ A
A -
أقصانا الحبيب:
السّلام عليكَ يوم بُنيتَ لتكون ثاني مسجدٍ في الأرض وأوّل قِبلة!
السّلام عليكَ يوم جُمع فيك النبيّون ليؤمهم سيّدهم!
السّلام عليكَ يوم كنتَ آخر الإسراء وأوّل المعراج!
السّلام عليكَ يوم جاءكَ ابنُ الخطاب فاتحاً!
السّلام عليكَ يوم جاءكَ صلاح الدّين مُحرراً!
السّلام عليكَ يوم أضعناكَ، فبكيناكَ كالنّساء مسجداً لم نحافظ عليه كالرّجال!
السّلام عليكَ فيما مضى وما سيأتي...
السّلام عليكَ يوم ينطقُ الحجرُ والشّجرُ في أرجائك: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله!
السّلام عليكَ يوم يأتيك عيسى ابن مريم وهو في طريقه إلى باب لُد لقتل الدّجال!
السّلام عليكَ وعلى كلّ ما حولك، على نخل بيسان يوشك أن لا يُثمر، وعلى بحيرة طبريا يوشك أن لا يكون فيها ماء، كُتبَ لكَ منذ البداية أن تشهد أحداث النهاية!
والسّلام علينا....
السّلام على المقدسيين الذين يحرسونك بأهداب العيون، السلام عليهم طفلاً طفلاً، امرأةً امرأةً، رجلاً رجلاً!
السّلام على إعلامنا الذي لا يذكركَ خشية أن يُتّهم بالإرهاب!
السّلام على مثقفينا الذين يتحاشوك كي لا يُتهموا بمعاداة السّامية!
السّلام على جامعتنا العربيّة التي تبرّأتْ منكَ!
السّلام على جيوشنا الجرارة التي لا تسير إليكَ!
السّلام على صفقات الأسلحة التي لا نراها إلا في العروض العسكرية وعلينا!
السّلام على حكامنا أسدٌ عليّ ومع اليهود نعامة!
أقصانا الحبيب:
لا تحزن إنّ الله معكَ، وكما قال عبد المطلب لأبرهة: للبيت ربٌّ يحميه!
سترجعُ إلينا عندما نستحقك!
سترجعُ إلينا عندما تصبح مدافعنا أطول من ألسنتنا!
سترجعُ إلينا عندما نحاسب أولادنا على ترك الصلوات كما نحاسبهم على تدني العلامات!
سترجعُ إلينا عندما يصبح عدد أطفالنا في حلقات تحفيظ القرآن أكثر من عددهم في حلقات تحفيظ آرب آيدول!
سترجعُ إلينا عندما نكون لزوجاتنا كما نحب أن يكون الأزواج لبناتنا!
سترجعُ إلينا عندما نكون مع والدينا كما نحب أن يكون أبناؤنا معنا!
سترجعُ إلينا عندما لا نبيع بناتنا لمن يدفع مهراً أكثر!
سترجعُ إلينا عندما لا نأكل حقوق أخواتنا في الميراث!
سترجعُ إلينا عندما نعرف عن رجال البخاريّ أكثر مما نعرف عن لاعبي ريال مدريد وبرشلونة!
سترجعُ إلينا عندما تزدحمُ المساجد في صلاة الفجر كما تزدحم المقاهي بعد العشاء!
سترجعُ إلينا عندما تصبح الوظيفة أمانة لا مجرد وسيلة للرغيف!
سترجعُ إلينا عندما يأمن الجار جاره على نفسه وعرضه وماله!
سترجعُ إلينا عندما لا نتكبر على عامل النظافة ونُطأطئ الرقاب للوزير!
سترجعُ إلينا عندما تنهانا صلاتنا عن الحرام، ويجعلنا رمضان أتقى، ويصبح الحج أكثر من لقب!
سترجعُ إلينا عندما تصبح الوظائف للأكفأ لا للذي جاء من طرف فلان!
سترجعُ إلينا عندما نأخذ حقوقنا بالقوانين لا بالمكرمات!
سترجعُ إلينا عندما لا يخاف الضعيف ضياع حقه أمام القوي، ولا يأمن القوي إذا فكر أن يظلم الضعيف!
سترجعُ إلينا عندما نكون جديرين بكَ، أما الآن فنحن لا نستحقك !

بقلم : أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
23/07/2017
8955