+ A
A -
ثمة إجماع شبه كامل بين متابعي الأزمة الخليجية على أن هناك تفاهماً غير مكتوب بين أطراف الأزمة يقوم على مبدأ «استمرار الخلاف ولكنْ دون تصعيد». الفكرة ليست قطرية وإنما انطلقت من الرياض عندما قرر مجلس الوزراء السعودي مواصلة الإجراءات الحالية إلى أن تلتزم الدوحة بمطالب الدول الأربع.
غير أن هذه «الحرب الباردة» التي اعتمدها المحور الرباعي بإيعاز سعودي، تشي بالعجز عن اتخاذ قرار أو تبني خيار سواء بتصعيد «الملهاة» أو إنهائها.
لا هذه أو تلك، غير أن الحفاظ على الأمر الواقع دون تغيير أمر مستحيل، ما يضطرنا إلى التذكير بأن قرار «5» يونيو كان ارتجالياً وطائشاً بشهادة تلك القرصنة المشينة التي ثبت الإقدام عليها من قبل خطة إماراتية فبركت تصريحات لصاحب السمو الشيخ تميم عبر اختراق إلكتروني أكدته الـ «سي.آي.إيه»، مما أدى إلى إشعال الأزمة الخليجية.
وقع المتآمرون في شر أعمالهم، وتطهرت قطر سواء من خلال اعتراف واشنطن بالقرصنة الإماراتية أو من خلال توقيعها مذكرة التفاهم بشأن الإرهاب مع الولايات المتحدة.
وبات واضحاً أن الدوحة التي أدارت الأزمة بصبر وثقة أصبحت تتحكم بمسار الأحداث سواء من خلال البدء بتنفيذ مشروع المخزون الغذائي طويل الأمد، أو من خلال العثور على بدائل في مجال الطيران والخطوط البحرية، وتأمين احتياجات المواطنين والمقيمين بصورة مدهشة لم تجعل أحداً يشعر بأن شيئاً قد تغير.
لكن حسابات قطر السياسية والاقتصادية فاجأت أصحاب الرؤوس الحامية الذين تبينت حدود تحركاتهم، خاصة عندما فشلوا في إحباط مشروع القاعدة التركية التي تعززت بالدفعة السادسة عشية زيارات أردوغان المقررة لدول الأزمة بعد يومين.
الكل يعلم بأن الوقفة التركية التي لن ينساها القطريون، تضمنت إرسال أكثر من «200» شحنة جوية بطائرات النقل العملاقة، إلى الدوحة محملة بالأغذية والأدوية والسلع، عدا السفن التي أخذت تنقل المساعدات هي الأخرى إلى قطر.
copy short url   نسخ
20/07/2017
1767