+ A
A -
ذلك هو الاختيار.. واختارت وداد:
في الصفحة الأخيرة، من عدد اليوم، تلتقون كالعادة، مع الأستاذة وداد الكوارى، والمقال تحت عنوان: في كل مكان سعدى .
الأستاذة وداد كتبت ما كتبت وفي عقلها ووجدانها وضميرها وأعصابها كلها، المؤامرة التي دبرتها دولُ الحصار على وطنها، بليل وقرصنة وجُملة من الاكاذيب والتهريج البائس، مدفوع الثمن!
وداد، كعادتها، لا تفصح، وإنما تومئ ايماء، وفي بعض الإيماء فصاحة.. تماما مثلما أن في بعض الغموض، وضوحا!
اختارت وداد..
اختارت وطنها في ظل الحصار، تماما مثلما اختارته في غير هذا الظل اللاأخلاقي واللاقانوني ولا إنساني.. هذا الظل غير الكريم...
هكذا، هو اختيار الأحرار، أولئك الذين يتأبّون الأغلال: الأغلال التي تريد للوطن أن يرزح!
لا، لن ترزح قطر..
ولن يستطيع المتآمرون، أن يزحزحوا ايمان القطريين بالوطن قيادة وقرارا وسيادة وحدودا- حتى ولو كان هذا الوطن هو الآن تحت الحصار.
أرادوا بالحصار أن يفتوا من سواعد الولاء.. وما دروا أن الولاء مكتوب بكل لمعة في العقل.. بكل نبضة في القلب.. بكل ذرة في الضمير.
أرادوه أن يفت- وقد أغلقوا الحدود- لصناعة الندرة وضعضعة الإيمان وإثارة السخط، وما دروا أن الحرة تموت ولا تأكل من ثدييها.. وما دروا كيف أن الأشجار الحرة، تهزأ بكل العواصف، التي تريد منها الانحناء.
أردوا تغيير الاختيار، وما دروا ان في كل مكان، أي زمان «سعدي».. وما دروا ان في في قطر- كما الرجال الرجال- وداد.. ووداد سعدي، مثل غيرها من «سعداوات» قطر، في هذا الزمان!
من ذا الذي لا يختار وطنه، في كل الأحوال؟
السؤال أطرحه- وقد فجرته في كياني كله الأستاذة وداد بإيماءة فصيحة- على كل أولئك الذين فروا من أوطانهم، وعلى كل الذين يفكرون مليا في الفرار، ولا... ولا أستثنى نفسي، تلك التي أمرتني ذات ليل بالرحيل من السودان!
إلى أين الفرار، وما تفرُ منه يسكنُ فيك.. تسكنه ويسكنك؟
لو كان الجوعُ، فالجوع إلى الوطن ييبّسُ مصارين الروح.
ولو كانت الانتهاكات، فلا تنه عن فعل وتأتي مثله.. أوليس في ترك الأوطان، انتهاك.. بل خيانة؟!
الأوطانُ لا تخون..
لا تضيقُ بأهلها،
لكن ما بال أخلاق الرجال والنساء، من ضيق إلى ضيق؟
صدرُ الوطن- أي وطن- وسيع..
فلنوسع بقدر اتساعه، هذه الصدور!
أطلتُ عليكم؟ عفوا..
الآن أترككم مع وداد، في الصفحة الأخيرة!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
20/07/2017
2834