+ A
A -
إذا كنت أوافق على امر ما تُقْدِم عليه واشنطن في منطقتنا، فهو أن تعمل بالفعل لتقليم اظافر ايران. ورغم التشابكات التي تنطوي على العلاقة الاسرائيلية وليس الاميركية فحسب فيما يتصل باحتواء ايران، فإن الذي يقصقص الاجنحة الايرانية يجب ان يشكر على جهوده وأن يتم دعمه وإسناده، لإنهاء التوسع العدواني في الخليج والشرق الاوسط.
غير أن حقيقة التوسع الايراني العسكري والسياسي في الخليج والشرق الاوسط غير قابلة للانكار، او للزعم بأن ثورة الخميني »الخالدة«، تقدم الدعم للمستضعفين في الارض، فهذه الفرية لا تنطلي إلا على المضلّلين وقليلي العلم والمعرفة، او المتحمسين البسطاء او اصحاب الشعارات ذات التوجه الدعائي وليس الجهادي الفعلي.
لم اصدق يوما ان ايران تشكل تهديدا لاسرائيل او العكس، وما كان ساريا في عهد الشاه بين الجانبين ما زال قائما حتى اليوم رغم المؤشرات المعاكسة التي لم ولن تفضي إلى الحرب التي يتوقعها البعض، على اسرائيل.
ليس سرا ان كل الذين يشْكون من تغول الحرس الثوري في الاراضي العربية، سيقفون مع ايران اذا حصل المستحيل وواجهت اسرائيل بقوة السلاح. وحتى صواريخ حزب الله التي لعبت دورا سياسيا ودعائيا، لم تمنع قادته من التضحية بأرواح الآلاف لإثبات »جدية« ايران، المحرك الاول لحزب الله، في تحرير فلسطين.
وإلى ان نرى بأم عيوننا ذلك اليوم المزعوم يفرض نفسه على مستقبلنا، فإننا سنتمسك بما رأيناه ولمسناه في سوريا والعراق واليمن ولبنان في السنوات الاخيرة. فرأيي وآراء الملايين تردد التغريدة ذاتها: نظام الولي الفقيه خطف لبنان ثم خطف العراق، واحتل اليمن وأجزاء من سوريا على يد الحرس الثوري والميليشيات المذهبية الشيعية الخالصة، ومن يفعل كل ذلك ليس في خاطره ان يحرر تراب فلسطين.
غير ان المؤسف كل الاسف ان ما لمسناه من جدية في قمة الرياض بين الملك سلمان وترامب تجاه ضرورة احتواء ايران ووقف مشروع »الهلال الشيعي« وقطع طريق بيرت - طهران البري قبل ان يكتمل، كان جديا على الورق لا غير.
وعلاوة على تمديد ترامب الاتفاق النووي الايراني امس، فإن اصرار الرئيس الاميركي على تفكيك الميليشيات الشيعية والحشد الشعبي والانسحاب الايراني السريع من سوريا ووقف تسليح الحوثيين ورفع يد طهران عن حكومة العبادي.. كل هذه الامور لم تتحقق، مما يدخل الريبة والشك الى النفوس!
وإلى أن تنجلي أسباب تقاعس الرياض وواشنطن عن إيقاف ايران عند حدها، والتحرك السريع لتحقيق ذلك، لا بد من التذكير بأن برنامج الامبراطورية الايرانية ساري المفعول، ما يجعلنا نعود الى تصريح علي يونسي مستشار روحاني، وجاء فيه ان »ايران اليوم امبراطورية كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا«، معتبرا الشرق الاوسط والخليج ارضا ايرانية لا بد من غزوها وضمها من خلال عشرات الميليشيات بقيادة الحرس الثوري.
أين واشنطن؟ أين الرياض؟؟!!

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
19/07/2017
1080