+ A
A -
ملاحظة العلماء للحيوانات والطيور والحشرات دلت على أنها تعيش في مجتمعات تماثل مجتمعات البشر في بعض– بل أحيانا في كثير - مما يحدث في سلوك البشر، مما يدل على أنها «أمم أمثالنا» فالحيوانات والطيور تجمع ما يساعدها على بناء مسكنها والقرد يستخدم الحجارة كأداة لتكسير البندق أو يستخدمها كسلاح يستخدمه في الدفاع عن نفسه ويرجم بها المغيرين، والنحل يبني في صبر مذهل قرصاً يجمع فيه العسل، والعنكبوت يعمل بدقة حتى يبني بيته، وقطعان الفيلة أو الغزلان تسلك الطرق الوعرة في الغابات حتى تصل إلى أماكن آمنة، أو الطيور الصغيرة وهي تدرك خطر الجوارح فتفر منها إلى المأوى المأمون.
ويؤكد العلماء اليوم أن لمعظم الحيوانات درجة من السلوك الاجتماعي، قطعان الظباء تدرك الخطر حين ترى احدها تدور حول نفسها فيبدأ القطيع في الدوران حول نفسه وهو يبتعد بسرعة فتوقع هذه الحركة الحيوان الذي يريد أن يقتنص واحدا منها في حيرة ولا يستطيع أن يركز هجومه على واحد منها وغالبا ما تنجر عشيرة الظباء بهذه الخطة الدفاعية ووجد الباحثون أن كل عشيرة من الحيوانات البرية تدافع عن الأرض التي تعيش فيها في الغابة أو في الصحراء ويتحقق فيها مبدأ الدفاع عن الوطن، والملاحظ أن القطط والكلاب والحمام الزاجل تستطيع أن تعود إلى موطنها الأصلي ولو أبعدت عنه أميالا عدة، وتهاجر ثعابين السمك من مختلف الأنهار إلى البحر حيث تتكاثر ثم تموت وتعود صغارها إلى الأنهار موطن آبائها وأجدادها بعد أن تقطع في البحر آلاف الأميال، وفي كثير من البلاد يقام سباق الخيل والكلاب والحمام وغيرها بعد تدريبها على ذلك.
وللعالم البريطاني( ه. مونرو فوكس) كتاب شيق بعنوان «شخصية الحيوان» يشرح فيه كيف أن الحيوان لديه شعور بالعالم الذي يعيش فيه، وكيف تستطيع الكلاب أن تتذكر الروائح التي تشمها واستخدامها في تعقب المجرمين بعد شم بعض الأشياء التي لمسوها، وكذلك سعي الثعبان إلى فريسته والتعرف عليها من رائحتها، ويشرح كيف تلعب صغار الحيوانات وتلهو مثل أطفال البشر، وشرح أيضا مظاهر غريزة الأمومة وغريزة الدفاع عن النفس وعن الأبناء، وعن شخصية الحيوان فأفاض في ذلك مثل المكر في الثعالب، وذكاء جرو الدب والحيل التي يستخدمها للحصول على المثلجات، وطائر أبومنقار وسلوكه العدواني واستعداده الدائم للقتال. وبعض العلماء يقولون إن الكلاب تشاهد الأحلام أثناء نومها فتحدث أصواتا أو تقوم بحركات وكأنها تحلم بالصيد. والحيوانات عموما تشعر بالفرح والآلام، فالكلب يهز ذيله ويقفز ويجري هنا وهناك في لحظات المرح، ويعوي حيان يصاب بجرح ويبدو عليه أنه يتألم وفي مجتمع الطيور والحيوانات درجات اجتماعية ولكل فرد منزلته ومكانته والذكور هي التي تتولى القيادة وروح التعاون هي الروح السائدة في عالم الحيوان والعالم يؤكد ويبرهن أن ما جاء في القرآن هو من عند الله خالق كل شيء والعليم بكل شيء والقائل سبحانه «وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم» ( الأنعام الآية38). . وفي مجتمع الحيوان والطيور يوجد رئيس ومرؤوس، وكذلك اكتشف العلماء مؤخرا أن بعض الحيوانات والطيور والحشرات – مثل بعض الناس من بني آدم- تميل إلى الاستعراض والتفاخر ولفت الأنظار مثل استعراض الأسماك والطيور والحشرات لألوانها الزاهية ويكون هذا الاستعراض إما لجذب شريكة حياته أو لكي يخيف غريمه. بينما نجد السعي من بعض الحيوانات إلى مشاركة نوع آخر من الحيوان من أجل فائدتهما المتبادلة.

بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
15/07/2017
4148