+ A
A -
لا الثلاثة ملايين بالون التي اسقطها الجيش العراقي في سماء الموصل احتفالا بإعلان النصر لعاشر مرة، على تنظيم داعش الارهابي، ولا جولة العبادي العربية الهادفة الى إبعاد الشبهة عنه كموظف ايراني لا عراقي، تستطيعان اخفاء الحقيقة.
ورغم اعتقادنا بأن داعش وصمة تاريخية يدفع ثمنها الاسلام والمسلمون، فإن التنظيم المتوحش ما زال يتحرك في عدة مناطق بالعراق وسوريا، رغم تطهير الموصل (تقريبا) منه مقابل دمارها شبه الشامل، وكذلك في اليمن ومصر وليبيا، عدا انتشاره القوي على الساحة الدولية وممارسته العمليات بغزارة لافتة.
كانت السنوات التي أعقبت ظهور داعش صعبة ومكلفة ليس على التنظيم وحده، ولكن على المسلمين في كل مكان، حيث اضطهدوا ونُكل بهم وتم التضييق عليهم وملاحقتهم وعزلهم، واقترن ذلك بهبوط شديد في شعبية الاسلام. وليس سرا انه عقب الهجمات التي نفذها «تنظيم داعش» في بريطانيا مؤخرا، ارتفعت جرائم الكراهية خلال الاسبوع الذي اعقب هجوم مانشستر الوحشي، الى 139 حادثا مسجلا ضد المسلمين مقابل 25 في الاسبوع الذي سبقه.
وقد ينسى الغرب ان آلاف المسلمين انفسهم سقطوا ضحايا في الحرب على داعش، كما هدم ارهابيو التنظيم المساجد والمدن ودمروا الآثار والمعالم الحضارية، وما عليكم إلا ان تنظروا الى الصور القادمة من الموصل المستباحة.
ويشير معلقون ومحللون الى ما يوصف بالدور التاريخي الغربي في تجييش الحركات الجهادية الاسلامية بغية توظيفها لخدمة الاهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة خصوصا.. وقبل يومين قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن هزيمة داعش في الموصل او الرقة لا تعني هزيمته في سوريا او العراق.
وبالعودة الى جرائم الكراهية، قال تقرير للبوليس الاوروبي «يوروبول» ان اتجاهات الارهاب تصاعدت في القارة، حيث تعرضت التجمعات الاسلامية هناك لكثير من الهجمات تورطت فيها عناصر محسوبة على اليمين الاوروبي المتطرف وطالت مساجد ومراكز فكرية اسلامية.
ونسوق مثالين احدهما الهجوم الذي نفذه «الكسندر سيونين» بالمسجد الاسلامي الكبير في مدينة كويبيك الكندية مما اسفر عن قتل ستة مصلين وإصابة 19 في يناير الماضي. وبعد الهجوم الداعشي على مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية عام 2015 لرسمها صورا مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، تعرضت ستة مساجد لهجمات مسلحة نفذها يمينيون فرنسيون متطرفون.
اما المسألة الموغلة في الخطورة والاهمية والتي لا يبرزها الاعلام كما يجب، هي الفشل الفاضح الذي منيت به حكومة الفلبين في السيطرة على مدينة «ماراوي» بجزر مندناو الجنوبية التي احتلها الدواعش منذ شهور دون ان تتمكن الحملات الجوية والبرية من اجتثاثهم.
وما راوي هي جزء من جنوب شرق آسيا الذي يضم اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وبورما وتايلاند وكمبوديا والتي لا يخفي تنظيم الدولة انه يعمل على اقامة «دولة الخلافة» القادمة هناك، حيث يزيد عدد المسلمين في المنطقة على عددهم في العالم العربي.
تقارير عدة تصف الفلبين بالارض الداعشية الخصبة، حيث وفد ويفد اليها ارهابيون من سوريا والعراق وماليزيا وباكستان واليمن والهند والسعودية والمغرب وغيرها. سرطان يُجْتث في مكان، وسرطانات تنبت في اماكن اخرى من العالم!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
15/07/2017
1132