+ A
A -
الكبار، هم الكبار الراشدون، هم أهل الشورى والحكم الرشيد، وهم من يذهب الناس اليهم حين يطغى طيش الجهلاء على العقل للبحث عن الرأي السديد، ولهذا كان صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت يحمل على ظهره حكمة الثمانية والثمانين حولا، ويحط بطائرته في جدة، ومنها إلى الإمارات ومن ثم إلى قطر، يحث بني قومه، بنى جلدته على الجلوس للحوار بروح الأخوة.
جولات مكوكية قام بها وزير خارجيته ينقل الحكمة لأهله في الدول الخليجية التي فجرت في الخصومة ونقلتها من الدوائر الرسمية إلى الأوساط الشعبية، ليبدأ التراشق وقذف أسوأ ما في أحشاء الشعوب ليزداد الخلاف ويتعمق الجرح وتزداد القطيعة وتتفرق الأسر.
لكن الحكيم صباح الأحمد الذي قوبل بكل احترام وتقدير من أهله وحكماء هل قطر ونقل ردهم العقلاني على مطالب غير عقلانية لم يصل إلى مرحلة اليأس وحاول الإبقاء على شعرة معاوية حريصا على الا تقطع، ويقع ما لا تحمد عقباه.
لهذا، كانت الكويت المحطة الأولى لوزير خارجية اميركا الرجل السياسي الاقتصادي الثري، ومنها جاء إلى قطر ليجد تجاوبا من حكماء قطر في توقيع اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب، ومن ثم يذهب إلى جدة ومن بعد إلى الكويت فقطر ليعود إلى واشنطن ولم يفصح عما تم التوصل إليه من حلول، فالدول التي حاصرت قطر اتخذت الإرهاب سببا وذريعة، لكن ما في النفس غير الإرهاب، فهم من يصدر عناصر الإرهاب ودرء التهمة يكون باتهام الغير بها، لهذا عملوا على إفشال الحكماء في الكويت ومن يزور الكويت بحثا عن الحكمة من أجل الحوار الذي تطلبه قطر، الدولة التي كسبت حب الشعوب فخرجت لندن وبرلين وفيينا واسطنبول ونواكشوط والجزائر في مظاهرات تأييد لقطر ولموقفها الثابت على الحق ولدعمهم للمقهورين والمظلومين في العالم.
لقد قدمت قطر وقدم صباح الأحمد كل ما لديهم لإعادة اللحمة لأهل البيت الواحد ويبقى الآن الدور على العلماء والحكماء لتحمل مسؤولية الحقيقة التي تحملها قبلهم ابن تيمية والكواكبي وغيرهما لكن انتصروا فصلاح هذه الأمة بصلاح علمائها.
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
14/07/2017
1121