+ A
A -
ارم بذرة في باطن الأرض. تعهدها بالسُقيا. ستفجُّ لأرض، وتتعالى. قد تؤتي ثمرا، أو ظلا، حتما.. أو الاثنين معا..
أنت بهذا الفعل النبيل، ساعدت في إحياء بذرة.. وفي إحياء البذور منفعة على الشيوع.
الثمر ينفعك، وينفعُ الناس.. وكذا الظلُ.
ما ينطبقُ على البذرة، ينطبقُ على الفسيلة. اشتلها، تتعالى.. ويتعالى فيك شعور غريب: أنت على الأقل من الذين يحاربون الصحراء، ويضيّقون من اتساع ثقب الأوزون.
لئن تصبح إنسانا أخضر، تصبح من الخضر، أولئك الذين تخضرُ بهم الحياة، وتطيب.. ويطيب هذا الكوكب.
الخُضر، حركة. قبل أن تكون حركة جماعة منظمة، هي حركة أي فرد، فلماذا لا تكون أنت.. ولماذا لا أكون أنا، قبل أن يكونوا هم.. وتلك الحركة قامت أول ما قامت على كاهل عقل ووجدان وضمير فرد، أقسم بينه وبين نفسه، أن يكون ابنا وفيا، أمينا، بارا، بأمنا الأرض.. ثم، اتسعت بكواهل آخرين، لتأخذ مفهوم الحركة السياسية الفاعلة والمؤثرة.
المجد للأشجار. المجد لكل ما هو طبيعي.. للعدالة السياسية والاجتماعية.. للتنوع بكل اشكاله ومسمياته. المجد للديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمساواة.
هكذا، مع اتساع الحركات الخضراء، تتسع مفاهيمها.. ويبقى المجد الاكبر- وفقا لاتساع هذه المفاهيم- للأخلاق، تلك التي متى ما تسامت، أصبحت القوانين، أقل صرامة.. وأكثر شفافية.
الأخلاق. بلى.. هي ما تُبقي الفرد، والجماعة، والأمم.. هي في جملة واحدة، التي تُبقي هذا العالم.
أظن إنني بالدعوة إليك، لتصير أخضر، أدعوك ضمنيا لأن تصير أخلاقيا.
كن أخضر..
كن أنت الشجرة: ثمرا أو ظلا.. أو الاثنين معا!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
12/07/2017
3375