+ A
A -
يقهقه نتانياهو أمام حائط البراق.. وترقص روح إيزابيلا التانغو مع كريستوفر كولومبوس.. ويتململ بطريرك القدس صفرانيوس في قبره وعهدته وشرطه ألا يسكن اليهود المدينة. نقضه من تهاونوا في تحريرها حصار يتلوه حصار فمنذ حصار العراق إلى حصار غزة والذي فرضه الأعداء يأتي حصار الأشقاء على قطر.. ونرفع الرسالة تلو الرسالة إلى من اؤتمنوا على هذه الأمة لكن الجميع أصاخوا السمع.. «ولا حياة لمن تنادي»
.. نعم المشهد أمامكم يتكرر، وإن لم تحزموا أمركم وتولوا الأمر لمجلس موحد بكلمة موحدة وقرار موحد وجيش موحد فلنتحسس رؤوسنا وليتحسس أبناؤنا رقابهم ولتبك الرجولة أعراض نسائها.
بالأمس حرقت حلب واليوم حرقت الموصل وحرقت تهامة واليمن والعدو لا يهمه سوى القضاء على الجميع من كان معهم أو عليهم حالة اليوم كحالة الأمس.. وقد أصيبت الأمة بالوهن وتم تحويل بلاد الشام إلى إمارات متناثرة بعد انهيار دولة السلاجقة وضعف الخلافة العباسية بل وانهيارها.
القادمون من البلقان وروسيا يحتلون أجزاء من بلاد الشام ودخلوا المسجد الأقصى وأقاموا ممالك همها سفك دماء العرب، وتدمير الحضارة الإسلامية!
أمراء الممالك العرب تحالفوا مع الغرب لتثبيت حكمهم. وإن حدثت مناوشات فلم تكن أكثر من خلاف سياسي أو حدودي مثلما كان يحصل بين الحمدانيين والصليبيين.
أما المشهد اليوم.. مصر تتهود، الروس في دمشق واليمن تحت رحمة من يدبرون لصفقة القرن، وعلي صالح يواجه التقسيم الذي يعمل عليه الأشقاء ليعود اليمن يمنين بعد ثلاثين عاما من الوحدة والقوة وعدونا يضرب في أعماق سوريا مع حليف آخر كان يقف في الصف الأول في المسجد الأموي المسجد السني الأكبر والأقدم، رجل ادعى الإسلام ليمعن فتكا فيه متحالفاً ضد شعبه.
القادم خطير إذا انتظرنا إلى أن يظهر نور دين زنكي ليتولى جمع السلاح ويفتح المراكز للتدريب العسكري وحفظ القرآن وغرس روح الإسلام في أمة وصلت حافة الانهيار.
نحتاج إلى رجل يقف في وجه المتهودين ويوحد العراق والشام ومصر والجزيرة العربية ويدخل بيت المقدس مع رجال قدموا من المغرب والجزائر وتونس، هو مشهد سيراه أحفادنا الذين كتبت لهم الحياة ونجوا من سكين حاد.. نعم نعيش كمن يعلق جرس الخطر ومن يقرعه فحالتنا باتت تصعب على من عرفوا حضارتنا وأمروا بتدميرها من جديد.
نريد زعيما يبدأ من اليوم التحضير لمواجهة الامبراطورية الفاطمية الثانية والتي ستقوم على جماجم الأمة الإسلامية الشرق أوسطية.
اللهم فاشهد..
أولادنا، أحفادنا، ونساؤنا أمانة.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/07/2017
1024