+ A
A -
يقول الخبر: أوباما في كوبا كأول زيارة لرئيس أميركي منذ ثمانية عقود، وتقول الصورة: أوباما يستنشق سيجارة كوبية فاخرة، معلناً انتهاء القطيعة الحادة والكراهية العميقة بين البلدين، والانفتاح الناعم على المزاج الكوبي، من غير استعمال الولاّعة!



كانت لحظة تاريخية من تلك اللحظات التاريخية التي يهواها أوباما، مثل لحظة «السلام عليكم» في جامعة القاهرة، والتي لم ينزل بعدها السلام علينا، بل عشنا في دوامة من كل ما يناقض السلام معنى ومضموناً، كانت لحظة تشبه تنصيبه رئيساً، عندما خالف كل توقعات العالم وأثبت أن البيت الأبيض يسع الأسود كما وسع الأبيض من قبل. كانت لحظة تاريخية، تشبه لحظة مصافحة عرفات لرابين تحت رعاية زميل أوباما في الحزب الرئيس بيل كلينتون، وإن كانت مصافحة باردة مثل معاهدة السلام التي تسببت بالمصافحة من الأساس. كانت لحظة تاريخية تشبه لحظة اجتماع الرئيس السادات مع مناحيم بيغن في ضيافة زميل أوباما في الحزب الرئيس كارتر، عندما شربوا نخب السلام، سلام كامب ديفيد، ذلك النخب الذي لم نصح منه نحن العرب حتى اليوم. كانت لحظة تاريخية تشبه لحظة زميل أوباما في الحزب الرئيس كينيدي عندما أنقذ العالم من حرب نووية على خلفية أزمة الصواريخ الكوبية. كل ما سبق لحظات تاريخية من تاريخ رؤساء أميركا عندما يكونون في مشهد المسالمين والوديعين، إلاّ أن هناك دائماً وجها آخر لهذه المسالمة والوداعة، قد يكون هذا ما دعا كاسترو إلى مقاومة يد أوباما عندما أراد أن يربت على كتفه في ختام اللقاء الذي جمعهم، فهو يعلم بأن رؤساء أميركا دائماً ما يستغلون كل الفرص لفرض سيطرتهم، حتى في اللحظات التاريخية التي يراد لنا أن نعتبرها «لحظات سلام».

بقلم : صلاح العرجاني

copy short url   نسخ
25/03/2016
1978