+ A
A -
بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل موافقة قطر على فتح ملفاتها الامنية امام ألمانيا والاجابة على كل سؤال يطرح عليها حول جهات أو أشخاص، سارع وزيرا الخارجية والدفاع الاميركيان تيلرسون وماتيس الى الرمي بثقلهما لحل الازمة الخليجية.
واذا كان تحسس واشنطن من اهتمام دول اوروبية بالنزاع في الخليج اكثر من اهتمامها هي، خاصة ألمانيا، دفع الولايات المتحدة الى اتخاذ قرار بإيفاد وزير الخارجية الى دول الخليج، فإن وزير الدفاع هاتف وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية ، لمناقشة امكانية تخفيف التوتر، معربا عن قلق اميركي كبير تجاه عواقب استمرار الخلاف بين الرياض والدوحة.
وفيما ركز ماتيس على ضرورة احتواء النزاع الخليجي, مثنيا على دور قطر في الحرب على داعش، فقد أكد هو وزميله تيلرسون على الشراكة الاستراتيجية لقطر والسعودية مع الولايات المتحدة.
ونتذكر هنا مكالمة دونالد ترامب الفجائية مع السيسي اثناء اجتماع دول الحصار الاربع في القاهرة، وهي مكالمة يتردد انها كانت وراء صدور بيان رباعي «خالي الدسم».
نذكر هذه المكالمة في الوقت الذي يستعد فيه تيلرسون لجولة خليجية واسعة بعد غد الاثنين وتستمر ثلاثة ايام، وفي نيته كما رددت صحف اميركية تحريك القضية وإبداء استيائه مما حدث بعد رفع اجتماع القاهرة اعماله مساء الثلاثاء.
ومساء امس الاول اصدرت الخارجية الاميركية بيانا اعقب بيان المحور الرباعي، الناعم لفظيا، والمليء فعليا بالألغام والتهديد والوعيد، مع التعهد بإجراءات جديدة ضد قطر في مؤتمر المنامة المعلن عن انعقاده قريبا، او بعده.
وجاء في بيان الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تشعر الآن بقلق مضاعف بعد ان وصلت الازمة الى طريق شبه مسدود, ما يعني انها قد تستمر اسابيع او اشهر، فيما لا تستطيع الولايات المتحدة التي تملك اكبر قاعدة لها في قطر والمنغمسة مع السعودية في صفقات ضخمة تقدر بمئات المليارات، ان تنتظر مثل هذه المدة، خشية ان يتحول النزاع الى مأزق طويل الامد، وحتى لا يؤثر طول المدة سلبا على مسار الحرب ضد الارهاب كما يحذر ترامب نفسه باستمرار.
وتبين لصانع القرار الاميركي انه اذا لم يتحرك تيلرسون المكلف رسميا بالازمة الخليجية بسرعة، ويقطع الطريق على اوروبا، وبرلين تحديدا، لمنعها من اخذ زمام المبادرة من واشنطن، فإن مثل هذا الامر سيدمر المشروع الاميركي المعلن للتسويات المتتالية في الشرق الاوسط والخليج، ويقضي على المصداقية الاميركية، الضعيفة اصلا.
ويبدو واضحا بعد التدخل السريع في الازمة لكل من تيلرسون وماتيس، ان الولايات المتحدة ربما تكون مستاءة - ولا تريد ان تعلن ذلك - من صيغة البيان الذي اصدره المحور الرباعي والتصريحات التي ادلى بها شكري والجبير وعبدالله بن زايد.
هذه الصيغة محملة بذات المفهوم الخاطئ بشأن قطر، وبشأن المسلك الشيطاني للدول الاربع، التي ما زالت تتحدث بأسلوب التهديد والوعيد والاحتواء والإخضاع والتأديب، وهي جميعها مرفوضة بالكامل، ليس من قبل قطر، ولكن من قبل كل حر ونزيه، ومدافع عن حقوق الانسان ضد الاستبداد والطغيان.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
08/07/2017
1018