+ A
A -
لم أسمع من دول الحصار الاربع في البيان الهزيل الذي تلاه سامح شكري في القاهرة، كلمة «الجزيرة»، كما لم اسمع اسم قطر في «المبادئ الستة» التي حلت كما يبدو محل المطالب الثلاثة عشر المشؤومة!
البيان لم يقل ذلك، بل ان شكري ذاته، قال للصحفيين عقب الجلسة العجيبة التي جمعته والجبير وعبدالله بن زايد وخالد بن أحمد، ان المطالب التي رفضتها قطر مؤجلة الى «وقت مناسب» سيأتي، مع تأكيده على انه «ليس هناك مجال للتفاوض بشأنها»!
وقال سامح شكري الذي بدا وكأنه المنسق العام والناطق بلسان المؤتمر الفاشل، إن الاجتماع المقبل سيعقد في المنامة في الوقت المناسب ايضا، حيث يمكن اتخاذ اجراءات ضد قطر خلاله أو بعده.
وبعد ان اكد الاعلام المصري وتحديدا صحيفة الاهرام المعروفة ان اجتماع القاهرة سيعلن تجميد اموال قطر في الدول الاربع وتعليق عضويتها في التعاون، ها هو وزير خارجية البحرين يقول ان تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون من اختصاص المجلس.
فهل يعني ذلك المجلس الوزاري ام المجلس الرئاسي؟ وهل يتطلب قرار كهذا ثلاثة اصوات ام اجماعا، لا نظنه بمتحقق في يوم من الايام؟!
وعندما لم يخرج اجتماع الدول الاربع بلائحة الاجراءات المتوقعة ضد قطر، أيقنّا أن في الامر «إنّ»، إذ لا يعقل ان يكتفي وزراء الحصار بالاتهام والتوصيف، كاعتبار قطر ممولا للإرهاب وموجها له، لكن مكالمة غامضة ومفاجئة من ترامب الى السيسي (راعي الحفل) حقنت الرؤوس الحامية بمخدر ما، يبدو انه من صنع الخارجية الاميركية، وتحديدا الوزير ركس تيلرسون غير الراضي أصلا عن تهور الرئيس في مسألة الشؤون الخارجية.
وإذا كانت الترجمة الحقيقية لهذا الموقف تراجُع ترامب عن موقفه السابق وتبنيه في النهاية رؤية تيلرسون، فهذا يثبت ان الامل الذي عقدته الرياض بعد الصفقات التريوليونية، على توجيه السياسة الخارجية الاميركية نحو الشراكة مع السعودية، قد ابتلعته ازمة الخليج منذ شهرها الاول!
ولعل النقطة الاهم تتعلق بالموقف الصلب الذي عبر عنه الرئيس اردوغان عندما اكد انه لم ولن يغلق القاعدة التركية في قطر أبدا وعلى الاطلاق، إلا اذا طلب الحليف القطري ذلك. وبعد ان وصف الرئيس التركي المطالب الثلاثة عشر ذات السمعة السيئة بأنها تمثل إلغاء غير مقبول للدولة القطرية، اكد ان التزام بلاده بالاتفاق العسكري الموقع مع الدوحة سيتواصل حتى النهاية، لأنه لا يريد أن يشهد الخليج العربي ازمة ثانية في المستقبل.
وإذا كان انور قرقاش قد كتب في تغريداته التي يقلد فيها ترامب ان «موقع قطر سيكون مع ايران»: فإن الجهل السياسي واضح على وزير إماراتي يدفع الجار القطري الى الاندفاع للتفاهم، ليس مع تركيا فحسب، بل مع ايران ايضا، رغم اختلاف نوعية التحالف.
وبلغت السخافة حدا دفع اعلاميين مصريين موالين للسيسي وبعض المواقع العاملة مع دول الحصار للمطالبة بعقوبات تدرجية حينا، وبانقلاب على القيادة القطرية حيناً آخر، رغم علمهم ان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي «كسر عصاتهم في أول غزواتهم» يحظى بشعبية غير مسبوقة لو تفضلتم بقياسها لعرفتم مداها.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
07/07/2017
1059