+ A
A -
قال الجد الذي يعيش أواخر أيامه ويعاني من الزهايمر بعد أن جاءته صحوة ذاكرة مؤقته:
وأذكر يا ولدي أن فلسطين كانت هي قضية العرب المركزية والأولى.
ربطوا عزهم بعزها.
ونصرهم بنصرها.
وكرامتهم بكرامتها.
لكنها حين ذلت ذلوا، وحين هزمت هزموا، وحين أهينت أهينوا.
الحفيد: فلسطين؟ وأين فلسطين هذه يا جدي؟
الجد: ألا تعرف مكان فلسطين أخزاك الله، إنها تقع بين مصر ولبنان والأردن.
الحفيد: اممممم، يا جدي ليس هناك شيء اسمه فلسطين في هذا المكان، في ذلك المكان تقع دولة إسرائيل، فأنا قد ذهبت إليها في الصيف الماضي للسياحة.
تألم الجد وقال: أكلتها إسرائيل، لاحول ولا قوة إلا بالله، هل ذهبت كل فلسطين أم بقي شيء منها؟
الحفيد: يا جدي أصلا ليس هناك شيء اسمه فلسطين.
الجد: لا بشركم الله بالخير، وأنت حين ذهبت هناك هل زرت المسجد الأقصى؟
الحفيد: يا جدي المسجد الأقصى في صحراء سيناء وليس في إسرائيل.
ذهل الجد وقال: الأقصى في سيناء؟ كيف؟ كيف غيروا مكانه والمكان اختاره الله؟
الحفيد: يا جدي في احدي القمم الإسلامية اجتمع علماء المسلمين وأفتى فيهم علي جمعة مفتي مصر، أنه من أجل مقتضيات المصلحة العامة، ومن أجل إرساء السلام في المنطقة، فلا بأس من نقل المسجد الأقصى من إسرائيل إلى صحراء سيناء، وقد صدّق على فتواه المجتمعون وتم نقله.
الجد: أين ذهبت أسواره؟
الحفيد: الأسوار في سيناء.
الجد: وقبة الصخرة؟
الحفيد: أخذتها الأردن.
الجد: والمسجد المرواني؟
الحفيد: أخذته سوريا.
الجد: وحائط البراق؟
الحفيد: أخذته السعودية.
الجد: والآثار؟
الحفيد أخذتها تركيا.
الجد: دع الأخيرة لي، وكرامتكم أخذتها إسرائيل.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
04/07/2017
1722