+ A
A -
الحصار المفروض على قطر من قبل الدول الخليجية الشقيقة الثلاث، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين أوشك على أن يكمل شهرا، ومع ذلك تسير الحياة في قطر بشكل طبيعي، وبدون تداعيات على حياة الناس من مواطنين ومقيمين، اللهم إلا حرمانهم من أداء العمرة وقضاء العشر الأواخر من شهر رمضان في رحاب بيت الله الحرام، هذا بالنسبة لنا في رمضان، أما في العيد فلم تكن التداعيات على الأسر القطرية وحدها، بل امتدت إلى الأسر في دول الخليج عامة وفي دول الحصار خاصة، إذ انحرمت من إحياء صلة الرحم، نعم لقد وقف الحصار حائلا بين تواصل وتزاور أفراد الأسرة الواحدة الموزعين في دول مجلس التعاون، لتضرب دول الحصار عرض الحائط بتعاليم الإسلام التي توصي وتؤكد بشدة على صلة الرحم، فقد ورد في صحيح البخاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ: الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ فَهُوَ لَكِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ «سورة محمد آية 22 .??
فيما عدا ذلك أصر أهل قطر على الاحتفال بالعيد في داخل وطنهم، فلم يخرجوا للسفر إلى أوروبا أو غيرها، دعما لبلدهم، فجعلوا للعيد هذا العام طعما مختلفا عنه في كل الأعوام، نابعا من حب الوطن والوفاء لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وبالتأكيد تابعت وسائل الإعلام المأجورة من قبل دول الحصار الشقيقة كيف كانت للعيد بهجة في سوق واقف وكتارا وجميع المجمعات التجارية التي قدمت عروضا لاقت الكثير من الإعجاب والترحيب، ويشهد على هذا الأشقاء الذين حضروا من دولة الكويت وسلطنة عمان، الذين أبهرتنا أعدادهم الكبيرة عندما رأيناهم يتجولون في أسواق الدوحة الرائجة بكل الأنواع.
كان من مظاهر الاحتفال بالعيد هذا العام أيضا تزيين الأبراج وناطحات السحاب والبنايات والسيارات وواجهات المحلات عموما بصور سمو الأمير، مصحوبة بالشعارات التي تعكس حب الشعب الجارف لسموه، وهذه المظاهر بالتأكيد لم تغب عن وسائل إعلام الفتنة في دول الحصار الشقيقة، ونحن على ثقة بأن العاملين في هذه الوسائل ومن يقفون خلفهم قد ماتوا قهرا، وقتلهم الإحباط لفشلهم في حملتهم الدنيئة ضد قطر، فهم يريدون أن يروا قطر منطوية وحزينة ولكن هيهات.
ومما يؤسف له أن نجد كتابا ومواقع على الشبكة العنكبوتية يديرها مأجورون، يتجاهلون كل هذا، بل ويصعِّدون من الخلاف الأخوي بين الدول الشقيقة، في الوقت الذي من المفترض منهم البحث خلاله عن وسيلة للخروج بها من هذه الأزمة المفتعلة، فبدلا من ذلك راحوا يتَّبعون أسلوبا رخيصا عفا عليه الزمن في عصر الانفتاح، أسلوب الحرب النفسية، ومحاولات النيل من الروح المعنوية لدى الشعب القطري.
نقول لهؤلاء إن أسلوبكم الرخيص كشف حقيقة أنكم تجهلون طبيعة هذا الشعب القطري القوي، الذي يقف خلف قيادته يدا واحدة رافضا الوصاية، ورافضا أية إملاءات، معتزا بسيادته، فخورا بقيادته.
في الختام أقول للأشقاء كلما ازداد حصاركم ازداد إصرارنا، وشكرا لكم على ما تفعلونه معنا، فلم نكن نعرف أن للأخوة معنى آخر عندكم.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
02/07/2017
2740