+ A
A -

تابعت - كما غيري من القراء - مقالات الاستاذ محمد حمد المري رئيس التحرير، التي ألقت الكثير من الضوء على تداعيات الأزمة الراهنة. في مقال هذا الأسبوع قراءة في هذه المقالات.
أَوَّل العِشق دارُكَ، وآخِر العِشق دارُكَ، وما بين عِشقٍ وعِشقٍ تَكْبُرُ في العينِ والقلبِ دارُكَ.
الدار أَكْبَر من جُدران وسَقْف. الدار هواء وماء وسماء وسرير دافئ وأرجوحة تَرضع فيها حليبَ الهوى.. والهوى، كُلُّ الهوى دارُكَ.
الدار وطنُك، وفِدَى عَيْنَي وطنِك أنتَ تُقاتِل وتُنازِل، وأَمْضَى من السيف كَلمتُكَ تَأتي.
وطنُكَ قارِبُكَ الذي يَمْخُرُ عُبَابَ الموج لِيَصِلَ بكَ إلى بَرّ الأمان حيث لا خُنوع ولا خُضوع ولا هوان، فلهذا تُدْمِنُ أنتَ رائحتَه (الوطن)، تُعانِقُها بقلبِكَ ووِجدانِك،َ وكلما نَأَيْتَ عنه ازْدَدْتَ حنينا إليه، وبِقَدْر ما تَرتمي في حضنه تَشعر بأنك تتنفَّس وبأن الهواءَ يَتَسَلَّلُ إلى رِئَتَيْكَ ما أَنْقَاه..!
صَدِّقْ أن الوطنَ ليس سوى الرئة الثالثة التي فيها حياتُك.
فمن يَسمح للإعصار باجتثاث الدار والحال هذه؟!
لا تَقُلْ لي إن محاولَةَ القفز على الثوابت والمبادئ والقِيَم التي يُؤْمِن بها الوطن تختلف كثيرا عن محاولة اقتلاع الشجرة من جذرها وأنتَ المسكون بعشق الجذور والشجر وكل ما يَدخل في تأسيس الدار الكبيرة من حَجَر..
لا بَل صَدِّقْ أن الحَجَرَ، الحَجَر نفسه يَكاد يَنْطق: «أُحبكِ»، «أُحبكِ يا دار»!
الحُبّ، الحُبّ عبادة، والتهاون في الحُبّ تقصير في حَقّ المحبوب وتشكيك في السيادة.
دَرس في الحُبّ والتربية على الحُبّ يُعلِّمك إياه عاشِق لِداره الأمّ الوطن، عاشِق تَرى في مرايا قلبِه وعينيه وَجْهَ الحُبّ الدافئ بالرغبة في العطاء والعطاء.. ذاك الوجه الذي تُؤَثِّثُ فضاءَ دِفئه أوراقُه (العاشق)، عاشق يُسافر في العيون، والعيون عيون العشق. هو ذا الكاتب محمد المري الذي لا يَزيده عناد المعاندين إلا صمودا لا يَحتاج إلى أذرع لِتَدفعه دفعاً، كيف لا والصمود سلاح يُقوِّي على المواجهة ويُؤكد يوما بعد يوم قوةَ التحمل ويُجَسِّد أسمى معاني الالتصاق بالأرض أُمّهم الحنون:
«كل ما فعلوه وينوون فعله يزيدنا قناعة بأننا على حق وتماسك والتصاق بالأرض» (محمد المري، سمعوني.. صوتكم).
فلهذا تَجِدُ المري يُناديكَ بصوت القلب مرة أخرى، القلب الذي يَنْزِف، لِيَقِفَ بِكَ عند قضية كُبرى، ولذلك لن تَندم على عُبور مقالاته الأخيرة.. أقول لكَ لماذا؟! لشيء واحد أَهمّ من أيّ وكلّ شيء آخَر: لِتُقَوِّيَ غريزةَ العشق، عشق الدار، الدار الوطن..
العشق فنون، وهذا فنُّه في الحُبّ هو العارِف بالحُبّ، حُبّ الوطن، وحُبّ الأوطان من الإيمان..
بُلوغ المدى، مدى العشق، هذا ما يَصنعه عاشق لا يُمْكِنُه التنازل عن العشق عندما يَكون مِحْوَر العشق الوطن وقد حكى لهم الوطن حكايةَ الإباء والصمود:
«صدمهم صمود قطر وتماسكها وامتصاص حملتهم وآثارها في أقل من عشرة أيام» (المري، سمعوني.. صوتكم).
فالوطن يَستحِقّ أن يُعشق بلا حدود، بلا حواجز.. وبين عشق وعشق القلبُ واحد. لذلك العاشق لوطنه لا يقلّ هياما وشغفا وغيرة عن العاشق لامرأة.
مِن المؤسِف والمخجِل أننا في زمن تبدُّد الثروة وتراجع النخوة نَجِدُ أن الغَرْب (الأجانب) كلما تَقَدَّمَ بهم التاريخُ ازدادوا نفوذا ومنزلة واتحادا في ما بينهم وقوة.. بينما العَرَب (مَجْد التاريخ وعِزّ الأُمَّة وميزان التقوى في زمن الصحوة) أغلبهم لا يتفقون إلا على عدم الاتفاق في ما بينهم ولا يتحدون إلا ضد بعضهم.
هل المروءة في أن أنتصر لِعَدوي رغبةً في النيل من ابن عمي؟!
هل المروءة أن أَضمّ صوتي إلى صوت ابن عمي رغبة في ظلم أخي؟!
كيف للتاريخ أن يُنصفني وأنا لا أُنْصِف الحقَّ ولا أنصف نفسي؟!
أم تَكون هذه بداية النهاية كما قالوا في غير السياق؟!
عشق الوطن مبدأ.. ومن هنا تأتي غيرة المري على وطنه. ولا أدلّ على هذا مما تَكشفه أوراقه الأخيرة:
- النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس لا إلى النصف الفارغ.
- تأكيد خطاب التفاؤل (تفاءلوا بالخير تَجِدوه) مُجَسَّداً في صورة العنوان «أبشروا بالعز والخير» المقتطف من كلمة لراعي الوطن.
- الانتصار للقِيَم التي تربى عليها الْمُواطِن في الوطن.
- الاعتراف بأن الوفاء لِحُبّ الوطن أولوية ولا مجال للتشكيك في الوطنية.
- ترسيخ الحِسّ الوطني..
بعد هذا، أليست خيانة عظمى ألاَّ تَذُودَ عن الوطن؟! أليس من حقك أن تَصرخ متوجعا حين تنال شوكة من الوطن؟!:
«الجميع يعلم ما هي قطر وما هو اقتصادها ودخلها وعلاقاتها وتأثيرها.. والكل يدرك قدرتها على مواجهة الأزمة إذ سبق أن أعدت استراتيجيتها قبل سنوات لمواجهة مثل هذه الظروف مما يجعلها قادرة على التحدي لـ «100» سنة مقبلة بفضل الله أولا ثم ما تمتلكه من مصادر دخل متنوعة، وقبل ذلك شعب قوي ومتماسك» (المري، بتشوف يا الجبير).
الحُبّ ثروة في القلب.. والحُبّ كذلك ثورة تَستحق أن تُعلِنَها حين تَجتاح الوطنَ موجة عاصفة.. والمواطن الصالح هو الفنان الذي لا يُقصر في حُبّ الوطن وإبهارنا بحُبِّه.. هذا الحُبّ الذي لن تَكبت الرغبة في إعلانه.
قد لا تَخونك الوسائل (رغم قذارتها) لإسكات الفَم، لكن ثِقْ بأنك لن تَنجح في إسكات القلب.. فهل يمكن اعتبار نبض القلب لمن يُحِبّ جريمة؟! تواطؤا؟!» خيانة؟! هكذا ستَرُدّ على المري وأنتَ تراه يتساءل..
لو ذَبحتَ الحروفَ ولَوَيْتَ أعناقَ الكلمات فإنك لن تنجح في إسكات المشاعر.. من هنا لا غرابة أن يكسب الوطن التعاطف مهما حالت دونه القطيعةُ..
بين الظفر واللحم لا مجال للفصل، من هنا التصميم والعزم على إبقاء التحام أطراف الجسد الخليجي وكأن صاحب الأوراق يستل سيف الكلمة: مابالهم «يسعون ويحاولون بشتى الطرق الملتوية للدخول بين الظفر واللحم»؟! (المقال، كوجا.. مرحبا).
ألا يُفَضِّل العارفُ بدين العقل والمنطق الصمتَ الحكيم عوض التطبيل للنفخ في جمر الجحيم؟!
لماذا يَطيب لبعض العرب الرقص والطرب لآلام الآخَرين وتهييج بركان الغضب عوض البحث عن مداخل إلى الصلح كما أوصى الإسلام المسلمين؟؟!
البِنَاء صَعب، بينما التخريب هَيِّن أمرُه..
على مدى زمن شَكَّل الخليج القطعة الناعمة التي ظَلَّتْ في مَأْمَن عن الإكراهات والتحديات التي خاضتها أطراف من الوطن العربي حتى ذبل وردها وأقفرَتْ مراعيها.. والآن لننظر أيّ لعنة حلَّتْ وقد انطلقت ألسنة نيران الغضب مع أن ديننا نهانا عن الاستسلام للغضب وجَعَل الشديدَ مِنّا والقوي مَن يملك نَفْسَه عند الغضب..
صحيح أننا قد لا نتفق، لكن لِيَكُنْ اختلافنا راقيا ونحن خير الأمم وأَرْقَاها مصداقا لقوله تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس» (سورة آل عمران، من الآية: 110).
فهل مِن الحكمة، وهل مِن العدل، أن تُصبح هذه الأُمَّة طَبَقَ فُرْجَةٍ ساخنةٍ يُقْبِل عليه الدخلاء ويشربون نخب انكسارنا وقد كان أجدادنا أسياد الخَلق وخيرة الفضلاء؟!
أم هل سيكون بعد العُسر يُسر؟!
مَنطق حكيم تُجَسِّدُه رؤية المري للوضع بحثا عن حَلّ يُرضي أهلَ الحكمة والعقل والمنطق:
«اللعبة السياسية تحتاج إلى المخ.. وإلى الإقناع» (المقال، كوجا.. مرحبا).
بل ها هو ذا الكاتب يَدعو إلى تلطيف الأجواء، مع أن أكثر ما يُرهقه هو التفكير في مآل الأمة التي تنهكها أزمة بعد أزمة:
«نحييكم يا إخوتنا العرب والمسلمين في كل أرجاء المعمورة، ونزف لكم التهاني القلبية بمناسبة عيد الفطر السعيد سائلين المولى عز وجل أن يديم الأمن والأمان والسلام على جميع الأوطان وأن يعين الأمة على تجاوز أزماتها وأن يرزقها البطانة الصالحة القادرة على تغليب المصلحة العليا على المصالح الفردية والفئوية» (المري، أبشروا بالعز والخير).
ألسنا نرى بالعين المجردة كيف تتآكل أطراف قطعة الثوب الحرير (الخليج) التي كان يتلفف ببعضها الآلاف وهُم يَحجون إلى المكان طمعا في تحسين وضعياتهم المعيشية والمادية؟!
لذلك يَرى الكاتب أن المصالح الفردية يَنبغي أن تَذوب وتتلاشى عند مَن يُريد له أن يُفكر في الصالح العالم مراعيا أسبقية الكل على البعض، وما يُرضي الكل لن يُغْضِبَ البعضَ يقينا، وأين؟:
إنها «منطقة تشتعل النيران في أطرافها» (المقال، كوجا.. مرحبا).
لذلك فمن الحكمة ألا تَغفل عيون من يهمهم الأمر عن مراعاة ضرورة الحرص على توازن المنطقة وفرض استقرارها:
«فالمنطقة نسيج واحد ومتداخل، إما أن تنمو وتستقر معا.. أو تتدهور وتتأثر معا!» (المقال، كوجا.. مرحبا).
ولهذا قام أهل الدار بالواجب: الترحيب بالحوار ودراسة لائحة المطالب قبل معرفة المطالب، الشيء الذي ينمّ عن رقي ذوق وبُعد نظر..
والأجمل أن تنتقل الحكمة إلى الشعب الذي يقول بلسان المري إنه يريد أن:
«لا ننزلق كمواطنين في الرد على الإساءات أو الاستفزازات» (المري، بتشوف يا الجبير).
وهنا يمتد الحديث إل الشعوب الأخرى في معرض ضَرْب المثل بالشعب القطري: هل كان «يحتاج الشعب إلى ترغيب أو ترهيب، ليأخذ مواقفه أو يُعرب عن تعاطفه فهو حر غير مقيّد أو محيّد، يستطيع أن يقول ويكتب ويغرّد»؟! (المري، أبشروا بالعز والخير).
فما الذي دأب (سعيا) على تقويض بناء البيت الخليجي مع أن «العلاقة كانت صافية لا تشوبها شائبة»؟! (المري، مملكة التسريب).
يتحدث المري عن عصفور يسمى حرية التعبير يريدون أن يُلقوا به خلف قضبان قفص السجن لما فَكَّروا في اعتقال «الجزيرة». فهل يَبلغ التضييق على حرية التعبير مبلغا يَجْعَل من قمعها فزاعة المراد منها نشر الرعب في وجه الباحث عن الحقيقة؟!
«الجزيرة.. تساند الحقوق وتفركش الخطط وتنشر التسريبات وتكشف المؤامرات..؟!» (المري، سمعوني.. صوتكم).
هل يريد المري أن يقول إن الجزيرة تفتح الباب لإعادة تقييم السياسات الداخلية؟!.. فما تكشفه ليس بخاف عن قنوات التواصل الاجتماعي التي تَسهر على كشف المستور..:
«الشعوب واعية جدا ولديها وسائلها، وكل فرد عنده جريدته في الفيسبوك وقناته في تويتر والسناب ومجموعته في الواتساب وهو محرر ومصور ومتابع، ولا يستقي المعلومة من مصدر واحد» (المقال، كوجا.. مرحبا).
لكن ما يزعجهم في الجزيرة حدّ الإلقاء باللائمة عليها هو التحليل والقراءة اللذان تجتهد فيهما (الجزيرة) لاسيما وأن عَبَدَة شيطان الظلام يخشون يَقَظَةَ النِّيَام.. لذلك تَجِدُهم يجتهدون هم أيضا لكن في التخلص من كل ما قد يَبعث على فتح العيون..
وعلى ذكر فتح العيون نستشف من وقوف المري عند نقطة الهجوم على دعم قطر للربيع العربي قائلا:
«مما يقال أيضا إن قطر دعمت ثورات الربيع العربي.. والحقيقة أنها اختارت الانحياز للشعوب العربية.. اختارت الوقـوف مع الضــحايا، فــي وجــه جلاديهــم» (المري، سمعوني.. صوتكم).
ان دول الربيع كانت مشاكلها داخلية فلم تفلح في إيجاد العلاج لها، ولذلك عانت الويلات قبل وبعد هجرة طيور الربيع بلا رجعة.. ونفهم أن فشل السياسات الداخلية في دول الربيع أرهق المواطن بل أضر به اقتصادُها.. فلا يمكن أن نقارن بين من يعيش على جزيرة حياة الرخاء ومن يعاني على الجانب الآخَر في صراعاته المريرة بحثا عن رغيف الكرامة وصحن الحياة الكريمة وجرعة الدواء وحقه الطبيعي من الماء والهواء. لذلك فالبلدان التي لم يُطْفِئْ الربيعُ العربي ظَمَأَها إلى الاستقرار في ظل غياب عدالة صُنَّاع القرار كانت أزمتها داخلية اجتماعية اقتصادية بامتياز..
ثقافة الاعتراف حاضرة بقوة في أوراق المري في معرض الحديث عن السياسة السعودية على سبيل المثال، لكن ما يقوله التاريخ عكس ما تقوله اللحظة الراهنة التي توجه أصابع الاتهام (في رأي المري) إلى مَن:
«أخرجها من سياقها الرصين ومدرستها الحكيمة التي أسسها الأمير سعود الفيصل، رحمه الله» (المري، بتشوف يا الجبير).
وأكثر من هذا لا يتوانى المري عن أن يُشيد علنا بالجار قبل أن يَتَأَزَّمَ المسار:
«فهُم في عيوننا (كبار)، والملك سلمان له التقدير والاحترام، ورموزهم وشعبهم يحظون بمكانة خاصة.. لن تغيرها الهجمة الشرسة على قطر» (المري، سمعوني.. صوتكم).
لكن مَن عَكَّر الأمزِجة وأفسد ترتيبَ الأوراق وقلب الطاولة؟!
الفعل مبني، والفاعل الحقيقي مجهول.
محمد المري في عز حرقته على ما يحدث لا تخلو كتابته الأخيرة من حضور قوي للروح المرحة التي يَحرص على اتخاذها مظلة تخفف شيئا ما من وهج الإشعاع الحارق الذي يَضرب الرأسَ كما تَضرب الشمس في يوم قائظ، وكأنه يدعوك من باب التخفيف إلى فرك عينيك مرارا قبل أن تصدق المشهد أنت الذي يستحيل أن تَفهم كيف تتحول الشمسُ التي أشرقَتْ في صورة دول مجلس التعاون (وأشرق صداها إلى أبعد مدى) إلى كوكب غاضب تتطاير فيه الحمم ويتصاعد الدخان.. ومازال مجهولا إلى الآن مَن يكون المدبر والمخطط لهذا الطوفان، أيكون هو حقا الإنسان أم يتحمل الوِزْرَ الشيطان؟!
الترحيب بالحوار ودراسة لائحة المطالب قبل معرفة المطالب ينم عن رُقي ذوقٍ وبُعد نظر.. الذوق نفسه والخطاب الراقي لا يَغيبان (في خطاب المري) عن أوراق الدفاع عن الأُمّ الدار الكبيرة مقارنة مع الفعل الذي ربما لو خانكَ التحكم في نفسك لخرج ردّ الفعل بشكل بَشِع بشاعة لا توصَف ولن يراعي الخُلُقَ ولا أساليب اللباقة والأدب. لكن مَن يَغرف من عيون الحكمة ويَعرف ألف ياء الأدب سيَزِن الأمورَ بميزان العقل:
«نؤكد ونجدد ونشدد على احترامنا البالغ للرموز والشعوب في دول المقاطعة.. ومهما وصلنا من إساءات أو بذاءات من وسائل إعلام أو جمهور موتور، أو حتى استفزاز سياسي، فإننا لن نرد بالمثل، وسنوضح إن لزم الأمر، في حدود الأدب والذوق والأخلاق الفطرية.. والقطرية». (بتشوف يا الجبير).
في الختام سؤال يَرسم أكثر من علامة تعجب واستفهام: ترى ماذا يُحَضِّر جنودُ الخفاء (الغرباء الدخلاء) في الكواليس والكل مشغول بالحروب الكلامية على امتداد مساحة خشبة المشاركين في العرض الأخير؟! لمصلحة مَن (ومَن المستفيد مِن) هذا التخبط المتعمَّد لإشغال من يهمهم الأمر وإلهائهم عن التفكير في القادم الذي يُخَيَّل إلينا أنه سيكون أسوأ مما كان؟! وما مصير قطعة الأرض العربية في ظل التحولات الراهنة أم نُخَمِّن من جهتنا أنها لن تَختلف كثيرا عن قطعة الشطرنج؟!
الوطن بر أمان، لِنُسَمِّها كتابةً بالقلب، ومِن الحُبّ ما يَستحق أن يُحَبّ ويُخلد.
الوطن بر أمان هي كتابة بالقلب تَرسمها الكلمات في غير زمن الحُبّ.
بقلم : د. سعاد درير - كاتبة مغربية
copy short url   نسخ
01/07/2017
4041