+ A
A -
قطع الأعناق ولا قطع الأرحام، هذا ما يقوله واقع ما يحدث من نتائج الحصار الجائر على قطر من قبل جيرانها، ومن كانوا أشقاء.. الحصار أخذ في سياقه حتى صلة الأرحام.. ربما كان ذلك أقساها.. تدمير حياة أسر بأكملها ما بين تمزيق، وحرمان حتى في هذه الأيام المباركة، لا شك أن مرارة هذا الأمر صادفت عيد الفطر لتزيد مرارته.. وليس حرمان مواطنين خليجيين من وظائف كانت تحقق لهم حياة كريمة مستقرة هنا في قطر، أو حرمانهم من إكمال تعليمهم الذي بدأوه في قطر أقل قسوة من ذلك. (فاجعة ألمت بنا) هكذا بدأت حديثها أخت خليجية مخيرة بين أن تترك أطفالها، وفلذات أكبادها وحياتها كلها هنا وبين أن تعاقب بالسجن، وتوصم بالخيانة، ولنا أن نتخيل حالها، وحال أم قطرية نزعت من أسرتها الخليجية فقط لأنها تنتمي لهذا البلد المحاصر.(إلى أين أذهب، ومن أين أطعم ابنائي)؟ خليجي آخر عمل في قطر عشرين عاما أو يزيد، أصبحت وطنه، كبرت فيها أسرته تعمقت جذوره هنا حتى أصبحت هي الوطن، ما عاد يقبل غيرها. غائرة أرحامنا عميقة، لا تقبل البعد أو القطيعة يقول ربنا عز وجل (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم، وأعمى أبصارهم).
ما بني على باطل فهو باطل، وكذلك الحصار على قطر وما تبعته من إجراءات تعسفية منها تقطيع الأرحام، وما تميز المجتمع الخليجي بأكثر من ترابطه الاجتماعي، وقد عميت أبصارهم، وصمت أذانهم عن معاناة هؤلاء المواطنين، وعما سببوه من تدمير لحياتهم.. وكأنهم مجرد قطع شطرنج يحركونها متى أرادوا.. لا إنسانية لهم، ولا حقوق، ولا احترام.. حتى عواطفهم تم الحجر عليها فلا بقاء في قطر، ولا تعاطف مع قطر ولمن يخالف ذلك السجن، والتخوين، والغرامات المالية.. وليخسروا أهلهم، ومصادر رزقهم، بل حياتهم كلها مقابل ماذا؟ مقابل أن يحصلوا منهم على ما يريدون الحصول عليه من قطر تبعية خرساء، وعبودية فكرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة حتى وإن أخذونا معهم إلى الجحيم بما أنهم مازالوا يريدون أن يعيشوا في ذلك الزمن الذي كانت فيه الشعوب مغيبة خدمة لمصالح الأسياد.. وكانت التبعية الخرساء إرضاء للآخرين.. وكأنه ما قامت دولٌ، وحكومات، وكأن الشعوب لم تعرف التطور، والعلوم، والثورات.. ثورات الحرية والكرامة، أما قطر فاستمرت على نهجها مع احترام حرية الشعوب، وحقها في الاختيار، وترفعت عن كل ذلك وإن حاول عملاء المحاصرين، ومفسرو الأحلام لديهم اتهام قطر بما فعلوه كذباً، وزوراً كما اعتادوا.
لكم الله يا من قطعت أرحامهم.. وكل عام وأنتم بخير.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
27/06/2017
3044