+ A
A -

(1)
أهنئ قطر حكومة وشعبا،
أهنئ الخليج حكومات وشعوبا،
أهنئ العرب حكومات وشعوبا،
أهنئ المسلمين حكومات وشعوبا،
وأهنئ العالم بكل دياناته وملله ونحله بهذا اليوم المبارك.
(2)
كل عام أراهم..
أطفال العيد..
وحدهم نلحظ عليهم بعض مظاهر الفرح...
فنخالهم من بعيد كأنهم لعبا تمسك لعبا، يمرحون في الملاهي لاهية قلوبهم، سعيدة نفوسهم، نقية سرائرهم، مرتاحة ضمائرهم.
لم يسمعوا نشرات الأخبار، ولو سمعوها لما فهموها،
لم يقرأوا الشريط الأحمر من الأخبار العاجلة التي إن رأيتها أيقنت بالمصيبة العاجلة.
لا يعلمون بخلاف دول الخليج، ولا حصار قطر.
لم يعيشوا قصة فلسطين التي تُقَرّر على كل مسلم أن يعيشها بعد البلوغ، وكأنها نوع من التكاليف الدينية.
لم يشاهدوا مجازر بشار، لم يستوعبوا خراب سوريا وجرح كرامتها، وتحطم تاج دمشق المرصع بأمجاد الأمويين.
لم يعلموا أن العراق بكبريائه وتاريخه، والعراقيين بحضارتهم ونخوتهم، أصبحوا لعبة بين أرجل السياسيين يدوسون عليها حينا، ويتقاذفونها بينهم حينا آخر باسم الديمقراطية للعراق.
لم يعلموا أن مصر.. أن مصر..
تبا للكلمات.. ما لها تأبى عليَّ في الكلام عن مصر، ما للعبارات كلها تنأى بعيدا عن السطر، خوفا وإجلالا وإكبارا للتعبير عن مصر..
هي مصر وكفى.
مصر، التي بحثت عن أبنائها فوجدت أن كلا منهم يبحث عن مصلحته الشخصية أو مصلحة حزبه، ناسيا بل متناسيا مصلحة مصر..
فتسمع منهم كلام الحب عنها ولكنك لا تراه..
هنيئا للأطفال بعيدهم،
وليسعدوا وليعيشوا مرحلتهم وزمنهم،
فما منهم من أحد سيكتب له الله العمر الطويل إلا وسيجد وضع العرب اليوم هو وضعهم في المستقبل، ليأخذ نصيبه من الهم العربي المشترك.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
25/06/2017
1600